من آل محمد، وذلك لفساد دولة المرزبان في ذلك الزمان، فاقتتلوا قتالا شديدا ثم انهزم أصحاب المستجير وأخذ أسيرا فمات، واضمحل أمره. وفيها دخل سيف الدولة بن حمدان بلاد الروم فقتل من أهلها خلقا كثيرا، وفتح حصونا وأحرق بلدانا كثيرة، وسبى وغنم وكر راجعا، فأخذت الروم عليه فمنعوه من الرجوع ووضعوا السيف في أصحابه فما نجا هو في ثلاثمائة فارس إلا بعد جهد جهيد.
وفيها كانت فتنة عظيمة ببغداد بين الرافضة وأهل السنة قتل فيها خلق كثير، وفي آخرها توفى أنوجور بن الإخشيد صاحب مصر، فأقام بالأمر بعده أخوه على. وفيها مات أبو القاسم عبد الله بن أبى عبد الله البريدي الّذي كان صاحب الأهواز وواسط. وفيها رجع حجيج مصر من مكة فنزلوا واديا فجاءهم سيل فأخذهم فألقاهم في البحر عن آخرهم. وفيها أسلم من الترك مائتا ألف خركاه فسموا ترك إيمان، ثم خفف اللفظ بذلك، فقيل تركمان:
[وممن توفى فيها من الأعيان.]
[جعفر بن حرب الكاتب]
كانت له نعمة وثروة عظيمة تقارب أبهة الوزارة، فاجتاز يوما وهو راكب في موكب له عظيم، فسمع رجلا يقرأ ﴿أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا أَنْ تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللهِ وَما نَزَلَ مِنَ الْحَقِّ﴾ فصاح: اللهمّ بلى، وكررها دفعات ثم بكى ثم نزل عن دابته ونزع ثيابه وطرحها ودخل دجلة فاستتر بالماء ولم يخرج منه حتى فرق جميع أمواله في المظالم التي كانت عليه، وردها إلى أهلها، وتصدق بالباقي ولم يبق له شيء بالكلية، فاجتاز به رجل فتصدق عليه بئوبين فلبسهما وخرج فانقطع إلى العلم والعبادة حتى مات ﵀:
[أبو على الحافظ]
ابن على بن يزيد بن داود أبو على الحافظ النيسابورىّ، أحد أئمة الحفاظ المتقنين المصنفين. قال الدار قطنى: كان إماما مهذبا، وكان ابن عقدة لا يتواضع لأحد كتواضعه له. توفى في جمادى الآخرة عن اثنتين وخمسين سنة.
[حسان بن محمد بن أحمد بن مروان]
أبو الوليد القرشي الشافعيّ إمام أهل الحديث بخراسان في زمانه، وأزهدهم وأعبدهم، أخذ الفقه عن ابن سريج وسمع الحديث من الحسن بن سفيان وغيره، وله التصانيف المفيدة، وقد ذكرنا ترجمته في الشافعيين. كانت وفاته ليلة الجمعة لخمس مضين من ربيع الأول من هذه السنة، عن ثنتين وسبعين سنة.
[حمد بن إبراهيم بن الخطاب]
أبو سليمان الخطابي، سمع الكثير وصنف التصانيف الحسان، منها المعالم شرح فيها سنن أبى داود، والأعلام شرح فيه البخاري، وغريب الحديث. وله فهم مليح وعلم غزير ومعرفة باللغة والمعاني والفقه. ومن أشعاره قوله: