ومهابة الملك، تام القامة حسن اللحية عالى الهمة شجاعا وقورا سامحه الله.
[الأمير حسام الدين طرقطاى]
نائب السلطنة المنصورية بمصر، أخذه الأشرف فسجنه في قلعة الجبل، ثم قتله وبقي ثمانية أيام لا يدرى به، ثم لف في حصير وألقى على مزبلة، وحزن عليه بعض الناس، فكفن كآحاد الفقراء بعد النعيم الكثير، والدنيا المتسعة، والكلمة النافذة، وقد أخذ السلطان من حواصله ستمائة ألف دينار وسبعين قنطارا بالمصري فضة، ومن الجواهر شيئا كثيرا، سوى الخيل والبغال والجمال والأمتعة والبسط الجياد. والأسلحة المثمنة، وغير ذلك من الحواصل والأملاك بمصر والشام، وترك ولدين أحدهما أعمى، وقد دخل هذا الأعمى على الأشرف فوضع المنديل على وجهه وقال شيء لله وذكر له أن لهم أياما لا يجدون شيئا يأكلونه، فرق له وأطلق لهم الاملاك يأكلون من ريعها، فسبحان الله المتصرف في خلقه بما يشاء، يعز من يشاء ويذل من يشاء.
[الشيخ الامام العلامة]
رشيد الدين عمر بن إسماعيل بن مسعود الفارقيّ الشافعيّ، مدرس الظاهرية، توفى بها وقد جاوز التسعين، وجد مخنوقا في المحرم، ودفن بالصوفية، وقد سمع الحديث وكان منفردا في فنون من العلوم كثيرة، منها علم النحو والأدب وحل المترجم والكتابة والإنشاء وعلم الفلك والنجوم وضرب الرمل والحساب وغير ذلك، وله نظم حسن.
[الخطيب جمال الدين أبو محمد]
عبد الكافي بن عبد الملك بن عبد الكافي الربعي، توفى بدار الخطابة وحضر الناس الصلاة عليه يوم السبت سلخ جمادى الأولى، وحمل إلى السفح فدفن إلى جانب الشيخ يوسف الفقاعى.
[فخر الدين أبو الظاهر إسماعيل]
ابن عز القضاة أبى الحسن على بن محمد بن عبد الواحد بن أبى اليمن، الشيخ الزاهد المتقلل من متاع الدنيا، توفى في العشرين من رمضان، وصلى عليه في الجامع، ودفن بتربة بنى الزكي بقاسيون محبة في محيي الدين بن عربي، فإنه كان يكتب من كلامه كل يوم ورقتين، ومن الحديث ورقتين وكان مع هذا يحسن الظن به، وكان يصلى مع الائمة كلهم بالجامع، وقد أخبر عنه بعض العلماء أنه رأى بخطه.
وفي كل شيء له آية … تدل على أنه عينه
وقد صحح على «عينه» وإنما الصحيح المروي عمن أنشد هذا الشعر