للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فرسا له وجاء الى رسول الله فقال له رسول الله «استقبل هذا الشعب حتى تكون في أعلاه ولا نغرن من قبلك الليلة» فلما أصبحنا خرج رسول الله الى مصلاه فركع ركعتين ثم قال «هل أحسستم فارسكم؟» قالوا يا رسول الله ما أحسنا، فثوب بالصلاة فجعل رسول الله يصلّى ويلتفت الى الشعب حتى إذا قضى صلاته قال «ابشروا فقد جاءكم فارسكم» فجعل ينظر الى خلال الشجر في الشعب وإذا هو قد جاء حتى وقف على رسول الله فقال: إني انطلقت حتى إذا كنت في أعلا هذا الشعب حيث أمرنى رسول الله فلما أصبحت طلعت الشعبين كليهما فنظرت فلم أر أحدا، فقال له رسول الله «هل نزلت الليلة؟» قال لا إلا مصليا أو قاضى حاجة، فقال له رسول الله «قد أوجبت فلا عليك ألا تعمل بعدها» وهكذا رواه النسائي عن محمد بن يحيى عن محمد بن كثير الحراني عن أبى توبة الربيع بن نافع به.

[فصل في كيفية الوقعة وما كان في أول الأمر من الفرار ثم كانت العاقبة للمتقين]

قال يونس بن بكير وغيره عن محمد بن إسحاق: حدثني عاصم بن عمر بن قتادة عن عبد الرحمن ابن جابر بن عبد الله عن أبيه قال: فخرج مالك بن عوف بمن معه الى حنين فسبق رسول الله اليها فأعدوا وتهيئوا في مضايق الوادي وأحنائه وأقبل رسول الله وأصحابه حتى انحط بهم الوادي في عماية الصبح، فلما انحط الناس ثارت في وجوههم الخيل فشدت عليهم وانكفأ الناس منهزمين لا يقبل أحد على أحد، وانحاز رسول الله ذات اليمين يقول «أين أيها الناس؟ هلموا الىّ أنا رسول الله، أنا رسول الله أنا محمد بن عبد الله» قال فلا شيء، وركبت الإبل بعضها بعضا فلما رأى رسول الله أمر الناس ومعه رهط من أهل بيته على بن أبى طالب، وأبو سفيان ابن الحارث بن عبد المطلب، وأخوه ربيعة بن الحارث بن عبد المطلب، والفضل بن العباس وقيل الفضيل بن أبى سفيان وأيمن بن أم أيمن وأسامة بن زيد، ومن الناس من يزيد فيهم قثم بن العباس ورهط من المهاجرين منهم أبو بكر وعمر والعباس آخذ بحكمة بلغته البيضاء وهو عليها قد شجرها، قال ورجل من هوازن على جمل له أحمر بيده راية سوداء في رأس رمح طويل أمام هوازن وهوازن خلفه إذا أدرك طعن برمحه وإذا فاته الناس رفع رمحه لمن وراءه فاتبعوه، قال فبينما هو كذلك إذ هوى له على بن أبى طالب ورجل من الأنصار يريد انه، قال فيأتى على من خلفه فضرب عرقوبى الجمل فوقع على عجزه ووثب الأنصاري على الرجل فضربه ضربة أطن قدمه بنصف ساقه فانجعف عن رحله، قال واجتلد الناس فو الله ما رجعت راجعة الناس من هزيمتهم حتى وجدوا الأسارى مكتفين عند رسول الله ورواه الامام احمد عن يعقوب بن إبراهيم الزهري عن أبيه عن محمد

<<  <  ج: ص:  >  >>