أربعا حتى فرغ فلما فرغ قبل الحجر ووضع يده عليه ومسح بهما وجهه. وهذا إسناد جيد. فأما ما
رواه أبو داود حدثنا مسدد ثنا خالد بن عبد الله ثنا يزيد بن أبى زياد عن عكرمة عن ابن عباس.
أن رسول الله ﷺ قدم مكة وهو يشتكي فطاف على راحلته فلما أتى على الركن استلمه بمحجن فلما فرغ من طوافه أناخ فصلى ركعتين. تفرد به يزيد بن أبى زياد وهو ضعيف. ثم لم يذكر أنه في حجة الوداع ولا ذكر أنه في الطواف الأول من حجة الوداع ولم يذكر ابن عباس في الحديث الصحيح عنه عند مسلم. وكذا جابر أن النبي ﷺ ركب في طوافه لضعفه. وإنما ذكر لكثرة الناس وغشيانهم له وكان لا يحب أن يضربوا بين يديه كما سيأتي تقريره قريبا إن شاء الله. ثم هذا التقبيل الثاني الّذي ذكره ابن إسحاق في روايته بعد الطواف وبعد ركعتيه أيضا ثابت في صحيح مسلم من حديث جابر. قال: فيه بعد ذكر صلاة ركعتي الطواف ثم رجع إلى الركن فاستلمه. وقد قال مسلم بن الحاج في صحيحه حدثنا أبو بكر بن أبى شيبة وابن نمير جميعا عن أبى خالد قال أبو بكر حدثنا أبو خالد الأحمر عن عبيد الله عن نافع. قال: رأيت ابن عمر يستلم الحجر بيده ثم قبل يده قال وما تركته منذ رأيت رسول الله ﷺ يفعله. فهذا يحتمل أنه رأى رسول الله ﷺ في بعض الطوافات أو في آخر استلام فعل هذا لما ذكرنا. أو أن ابن عمر لم يصل الى الحجر لضعف كان به أو لئلا يزاحم غيره فيحصل لغيره أذى به. وقد قال رسول الله ﷺ لوالده ما رواه احمد في مسندة حدثنا وكيع ثنا سفيان عن أبى يعفور العبديّ. قال: سمعت شيخا بمكة في إمارة الحجاج يحدث عن عمر بن الخطاب. أن رسول الله ﷺ قال له: يا عمر إنك رجل قوى لا تزاحم على الحجر فتؤذى الضعيف إن وجدت خلوة فاستلمه وإلا فاستقبله وكبر. وهذا إسناد جيد لكن راويه عن عمر مهم لم يسم والظاهر أنه ثقة جليل.
فقد رواه الشافعيّ عن سفيان بن عيينة عن أبى يعفور العبديّ واسمه وقدان سمعت رجلا من خزاعة حين قتل ابن الزبير وكان أميرا على مكة يقول: قال رسول الله لعمر يا أبا حفص إنك رجل قوى فلا تزاحم على الركن فإنك تؤذى الضعيف ولكن إن وجدت خلوة فاستلمه وإلا فكبر وامض. قال سفيان بن عيينة هو عبد الرحمن بن الحارث كان الحجاج استعمله عليها منصرفه منها حين قتل ابن الزبير. قلت وقد كان عبد الرحمن هذا جليلا نبيلا كبير القدر وكان أحد النفر الأربعة الذين ندبهم عثمان بن عفان في كتابة المصاحف التي نفذها إلى الآفاق ووقع على ما فعله الإجماع والاتفاق.
[ذكر طوافه ﵇ بين الصفا والمروة]
روى مسلم في صحيحه عن جابر في حديثه الطويل المتقدم بعد ذكره طوافه ﵇ بالبيت سبعا وصلاته عند المقام ركعتين. قال ثم رجع الى الركن فاستلمه ثم خرج من الباب الى الصفا فلما