للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقال النضر بن شميل عن محمد بن عمرو عن أبى سلمة عن أبى هريرة قال: قال رسول الله :

إني لأستغفر الله وأتوب إليه في اليوم مائة مرة *

وروى البخاري عن الفريابي عن الثوري عن الأعمش عن إبراهيم عن عبيدة عن عبد الله قال: قال رسول الله : اقرأ على، فقلت: أقرأ عليك وعليك أنزل؟ فقال: إني أحب أن أسمعه من غيري، قال: فقرأت سورة النساء حتى إذا بلغت: «فَكَيْفَ إِذا جِئْنا مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ بِشَهِيدٍ وَجِئْنا بِكَ عَلى هؤُلاءِ شَهِيداً» قال: حسبك، فالتفت فإذا عيناه تذرفان *

وثبت في الصحيح: أنه كان يجد التمرة على فراشه فيقول: لولا أنى أخشى أن تكون من الصدقة لأكلتها *

وقال الامام أحمد: حدثنا وكيع، ثنا أسامة بن زيد عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده أن رسول الله وجد تحت جنبه تمرة من الليل، فأكلها فلم ينم تلك الليلة، فقال بعض نسائه: يا رسول الله أرقت الليلة، قال: إني وجدت تحت جنبي تمرة فأكلتها، وكان عندنا تمر من تمر الصدقة، فخشيت أن تكون منه، تفرد به أحمد * وأسامة بن زيد هو الليثي من رجال مسلم. والّذي نعتقد أن هذه التمرة لم تكن من تمر الصدقة لعصمته ولكن من كمال ورعه أرق تلك الليلة،

وقد ثبت عنه في الصحيح أنه قال: [والله إني] لأتقاكم لله وأعلمكم بما أتقى *

وفي الحديث الآخر أنه قال: دع ما يريبك إلى ما لا يريبك * وقال حماد بن سلمة عن ثابت عن مطرف بن عبد الله بن الشخير عن أبيه قال: أتيت رسول الله وهو يصلّى ولجوفه أزيز كأزيز المرجل، وفي رواية وفي صدره أزيز كأزيز الرحا من البكاء *

وروى البيهقي من طريق أبى كريب محمد بن العلاء الهمدانيّ، ثنا معاوية بن هشام عن شيبان عن أبى إسحاق عن عكرمة عن ابن عباس قال: قال أبو بكر: يا رسول الله أراك شبت، فقال: شيبتني هود والواقعة والمرسلات وعم يتساءلون وإذا الشمس كورت *

وفي رواية له عن أبى كريب عن معاوية عن هشام عن شيبان عن فراس عن عطية عن أبى سعيد قال: قال عمر بن الخطاب: يا رسول الله أسرع إليك الشيب، فقال: شيبتني هود وأخواتها: الواقعة وعم يتساءلون وإذا الشمس كورت.

[فصل في شجاعته ]

[ذكرت في التفسير عن بعض من السلف أنه استنبط من قوله تعالى: «فَقاتِلْ فِي سَبِيلِ اللهِ لا تُكَلَّفُ إِلاّ نَفْسَكَ وَحَرِّضِ الْمُؤْمِنِينَ» أن رسول الله كان مأمورا أن لا يفر من المشركين إذا واجهوه ولو كان وحده من قوله «لا تُكَلَّفُ إِلاّ نَفْسَكَ» وقد كان من أشجع الناس وأصبر الناس وأجلدهم، ما فرّ قطّ من مصاف ولو تولى عنه أصحابه. قال بعض أصحابه: كنا إذا اشتد الحرب وحمى الناس، نتقي برسول الله ففي يوم بدر رمى ألف مشرك بقبضة من حصا فنالتهم أجمعين حين قال: شاهت الوجوه، وكذلك يوم حنين كما تقدم، وفرّ أكثر أصحابه في ثانى الحال

<<  <  ج: ص:  >  >>