محدث؟ وتصير تابعا؟ قال: فاسكت مروان وندم على ما كان قال له، ثم قال حويطب: أما كان أخبرك عثمان ما كان لقي من أبيك حين أسلم؟ قال: فازداد مروان غما. وكان حويطب ممن شهد دفن عثمان، واشترى منه معاوية داره بمكة بأربعين ألف دينار فاستكثرها الناس، فقال: وما هي في رجل له خمسة من العيال؟ قال الشافعيّ: كان حويطب جيد الإسلام، وكان أكثر قريش ريعا جاهليا. وقال الواقدي: عاش حويطب في الجاهلية ستين سنة، وفي الإسلام ستين سنة، ومات حويطب في هذه السنة بالمدينة وله مائة وعشرون سنة. وقال غيره: توفى بالشام. له حديث واحد رواه البخاري ومسلم والنسائي من حديث السائب بن يزيد عنه عن عبد الله بن السعدي عن عمر في العمالة، وهو من عزيز الحديث لانه اجتمع فيه أربعة من الصحابة ﵃.
[معبد بن يربوع بن عنكثة]
ابن عامر بن مخزوم، أسلم عام الفتح، وشهد حنينا، وأعطاه رسول الله خمسين من الإبل، وكان اسمه صرما، وفي رواية أصرم، فسماه معبدا، وكان في جملة النفر الذين أمرهم عمر بتجديد أنصاب الحرم، وقد أصيب بصره بعد ذلك فأتاه عمر يعزيه فيه، رواه البخاري. قال الواقدي وخليفة وغير واحد: مات في هذه السنة بالمدينة، وقيل بمكة وهو ابن مائة وعشرين سنة، وقيل أكثر من ذلك.
مرة بن شراحيل الهمدانيّ
يقال له مرة الطيب، ومرة الخير، روى عن أبى بكر وعمر وعلى وابن مسعود وغيرهم، كان يصلى كل يوم وليلة ألف ركعة، فلما كبر صلى أربعمائة ركعة، ويقال إنه سجد حتى أكل التراب جبهته، فلما مات رئي في المنام - وقد صار ذلك المكان نورا - فقيل له: أين منزلك؟ فقال: بدار لا يظعن أهلها ولا يموتون
[النعيمان بن عمرو]
ابن رفاعة بن الحر، شهد بدرا وما بعدها، ويقال إنه الّذي كان يؤتى به في الشراب، فقال رجل: لعنه الله ما أكثر ما يؤتى به! فقال رسول الله ﷺ: «لا تلعنه فإنه يحب الله ورسوله».
[سودة بنت زمعة]
القرشية العامرية أم المؤمنين، تزوجها رسول الله بعد خديجة، وكانت قبله عند السكران بن عمرو أخى سهيل بن عمرو، فلما كبرت هم رسول الله بطلاقها، ويقال إنه طلقها، فسألته أن يبقيها في نسائه وتهب يومها لعائشة، فقبل ذلك رسول الله ﷺ حتى أنزل الله: ﴿وَإِنِ اِمْرَأَةٌ خافَتْ مِنْ بَعْلِها نُشُوزاً أَوْ إِعْراضاً﴾ الآية، وكانت ذات عبادة وورع وزهادة، قالت عائشة:
ما من امرأة أحب إلى أن أكون في مسلاحها غير أن فيها حدة تسرع منها الفيئة. ذكر ابن الجوزي وفاتها في هذه السنة، وقال ابن أبى خيثمة: توفيت في آخر خلافة عمر بن الخطاب فالله أعلم.