للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الى سليمان من الغم فخرج سليمان فنادى الطير أن أظلى الناس من ناحية الشمس وتنحى عن ناحية الريح ففعلت فكان الناس في ظل وتهب عليهم الريح فكان ذلك أول ما رأوه من ملك سليمان.

وقال الحافظ أبو يعلى حدثنا أبو همام الوليد بن شجاع حدثني الوليد بن مسلم عن الهيثم بن حميد عن الوضين بن عطاء عن نصر بن علقمة عن جبير بن نفير عن أبى الدرداء قال قال رسول الله لقد قبض الله داود من بين أصحابه ما فتنوا ولا بدلوا ولقد مكث أصحاب المسيح على سننه وهديه مائتي سنة هذا حديث غريب وفي رفعه نظر والوضين بن عطاء كان ضعيفا في الحديث والله أعلم *

[قصة سليمان بن داود ]

قال الحافظ بن عساكر هو سليمان بن داود بن ايشا بن عويد بن عابر بن سلمون بن نحشون بن عمينا داب بن ارم بن حصرون بن فارص بن يهوذا بن يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم أبى الربيع نبي الله بن نبي الله. جاء في بعض الآثار أنه دخل دمشق. قال ابن ماكولا فارص بالصاد المهملة وذكر نسبه قريبا مما ذكره ابن عساكر قال الله تعالى ﴿وَوَرِثَ سُلَيْمانُ داوُدَ وَقالَ يا أَيُّهَا النّاسُ عُلِّمْنا مَنْطِقَ الطَّيْرِ وَأُوتِينا مِنْ كُلِّ شَيْءٍ إِنَّ هذا لَهُوَ الْفَضْلُ الْمُبِينُ﴾ أي ورثه في النبوة والملك وليس المراد ورثه في المال لانه قد كان له بنون غيره فما كان ليخص بالمال دونهم ولأنه قد ثبت

في الصحاح من غير وجه عن جماعة من الصحابة أن رسول الله قال لا نورث ما تركنا فهو صدقة وفي لفظ نحن معاشر الأنبياء لا نورث فأخبر الصادق المصدوق أن الأنبياء لا تورث أموالهم عنهم كما يورث غيرهم بل يكون أموالهم صدقة من بعدهم على الفقراء والمحاويج لا يخصون بها اقرباؤهم لان الدنيا كانت أهون عليهم وأحقر عندهم من ذلك كما هي عند الّذي أرسلهم واصطفاهم وفضلهم وقال ﴿يا أَيُّهَا النّاسُ عُلِّمْنا مَنْطِقَ الطَّيْرِ﴾ الآية يعنى أنه كان يعرف ما يتخاطب به الطيور بلغاتها ويعبر للناس عن مقاصدها وإرادتها. وقد قال الحافظ أبو بكر البيهقي أنبأنا أبو عبد الله الحافظ (١) أنبأنا على بن حشاد (٢) حدثنا إسماعيل بن قتيبة حدثنا على بن قدامة حدثنا أبو جعفر الاسوانى (٣) يعنى محمد بن عبد الرحمن عن أبى


(١) هو محمد بن عبد الله بن محمد بن حمدويه بن نعيم بن الحكم الضبيّ الطهمانى الحاكم النيسابورىّ المعروف بابن البيع. وانما عرف بالحاكم لتقلده القضاء وهو صاحب المستدرك وغيره
(٢) كذا في الحلبية وحشاذ في المصريتين وكلاهما خطأ والصواب حمشاذ انتهى محمود الامام
(٣) كذا في النسخ بنون بعد الالف وواو بعد السين وهو خطأ والصواب الاستوائى بالهمز بعد الالف وبتاء مثناة بين السين والواو نسبة الى استواء بضم الهمزة ثم السكون وضم التاء المثناة وواو وألف. وهي كورة من نواحي نيسابور ومعناها

<<  <  ج: ص:  >  >>