للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

يا رحيم يا من لا تأخذه سنة ولا نوم اذكرني بعلمي وفعلى وحسن قضائي على بنى إسرائيل وذلك كله كان منك فأنت أعلم به من نفسي سرى واعلانى لك) قال فاستجاب الله له ورحمه واوحى الله الى شعيا أن يبشره بانه قد رحم بكاءه وقد اخر في أجله خمس عشر سنة وأنجاه من عدوه سنحاريب فلما قال له ذلك ذهب منه الوجع وانقطع عنه الشر والحزن وخر ساجدا وقال في سجوده (اللهمّ أنت الّذي تعطى الملك من تشاء وتنزعه ممن تشاء وتعز من تشاء وتذل من تشاء عالم الغيب والشهادة أنت الأول والآخر والظاهر والباطن وأنت ترحم وتستجيب دعوة المضطرين) فلما رفع رأسه أوحى الله الى شعيا أن يأمره أن يأخذ ماء التين فيجعله على قرحته فيشفى ويصبح قد برئ. ففعل ذلك فشفى وأرسل الله على جيش سنحاريب الموت فأصبحوا وقد هلكوا كلهم سوى سنحاريب وخمسة من أصحابه منهم نصر فأرسل ملك بنى إسرائيل فجاء بهم فجعلهم في الأغلال وطاف بهم في البلاد على وجه التنكيل بهم والإهانة لهم سبعين يوما ويطعم كل واحد منهم كل يوم رغيفين من شعير ثم أودعهم السجن واوحى الله تعالى الى شعيا أن يأمر الملك بإرسالهم الى بلادهم لينذروا قومهم ما قد حل بهم فلما رجعوا جمع سنحاريب قومه وأخبرهم بما قد كان من أمرهم فقال له السحرة والكهنة انا أخبرناك عن شأن ربهم وأنبيائهم فلم تطعنا وهي أمة لا يستطيعها أحد من ربهم فكان أمر سنحاريب مما خوفهم الله به. ثم مات سنحاريب بعد سبع سنين. قال ابن إسحاق ثم لما مات حزقيا ملك بنى إسرائيل مرح أمرهم واختلطت احداثهم وكثر شرهم فأوحى الله تعالى إلى شعيا فقام فيهم فوعظهم وذكرهم وأخبرهم عن الله بما هو اهله وانذرهم بأسه وعقابه ان خالفوه وكذبوه. فلما فرغ من مقالته عدوا عليه وطلبوه ليقتلوه فهرب منهم فمر بشجرة فانفلقت له فدخل فيها وأدركه الشيطان فاخذ بهدبة ثوبه فابرزها فلما رأوا ذلك جاءوا بالمنشار فوضعوه على الشجرة فنشروها ونشروه معها فانا لله وإنا اليه راجعون

[ومنهم ارميا بن حلقيا من سبط لاوى بن يعقوب]

وقد قيل إنه الخضر رواه الضحاك عن ابن عباس وهو غريب وليس بصحيح * قال ابن عساكر جاء في بعض الآثار أنه وقف على دم يحيى بن زكريا وهو يفور بدمشق فقال أيها الدم فتنت الناس فأسكن فسكن ورسب حتى غاب * وقال أبو بكر بن ابى الدنيا حدثني على بن أبى مريم عن احمد بن حباب عن عبد الله بن عبد الرحمن قال قال أرميا أي رب أي عبادك أحبّ إليك قال أكثرهم لي ذكرا الذين يشتغلون بذكري عن ذكر الخلائق. الذين لا تعرض لهم وسادس الفناء ولا يحدثون أنفسهم بالبقاء. الذين إذا عرض لهم عيش الدنيا قلوه وإذا زوى عنهم سروا بذلك. أولئك انحلهم محبتي وأعطيهم فوق غاياتهم.

<<  <  ج: ص:  >  >>