[وتضييع الحزم وترك انتهاز الفرض. فان كنت تحبها فان عبدها من أحبها](١) قال فما السبيل إلى العتق؟ قال: ببغضها والتجافي عنها. قال: هذا ما لا يكون. قال الراهب: أما إنه سيكون، فبادر بالهرب منها قبل أن تسلبها. قال: هل تعرفني؟ قال: نعم! أنت ملك العرب مروان، تقبل في بلاد السودان: وتدفن بلا أكفان، فلولا أن الموت في طلبك لدلتك على موضع هربك. قال بعض الناس: كان يقال في ذلك الزمان يقع ع بن ع بن ع م بن م بن م يعنون يقتل عبد الله بن على بن عباس مروان بن محمد بن مروان.
وقال بعضهم: جلس مروان يوما وقد أحيط به وعلى رأسه خادم له قائم، فقال مروان لبعض من يخاطبه: ألا ترى ما نحن فيه؟ لهفي على أيد ما ذكرت، ونعم ما شكرت، ودولة ما نصرت. فقال له الخادم: يا أمير المؤمنين من ترك القليل حتى يكثر، والصغير حتى يكبر، والخفى حتى يظهر، وأخر فعل اليوم لغد، حل به أكثر من هذا. فقال مروان: هذا القول أشد على من فقد الخلافة. وقد قيل إن مروان قتل يوم الاثنين لثلاث عشرة خلت من ذي الحجة سنة ثنتين وثلاثين ومائة، وقد جاوز الستين، وبلغ الثمانين. وقيل إنما عاش أربعين سنة. والصحيح الأول. وهو آخر خلفاء بنى أمية به انقضت دولتهم.
ذكر ما ورد في انقضاء دولة بنى أمية وابتداء دولة بنى العباس من الاخبار النبويّة وغيرها
قال العلاء بن عبد الرحمن عن أبيه عن أبى هريرة قال قال رسول الله ﷺ:«إذا بلغ بنو العاص أربعين رجلا اتخذوا دين الله دغلا، وعباد الله خولا، ومال الله دولا». ورواه الأعمش عن عطية عن أبى سعيد مرفوعا بنحوه،
وروى ابن لهيعة عن أبى قبيل عن ابن وهب أنه كان عند معاوية فدخل عليه مروان بن الحكم فتكلم في حاجة فقال: اقض حاجتي فانى لأبو عشرة، وأخو عشرة وعم عشرة. فلما أدبر مروان قال معاوية لابن عباس وهو معه على السرير: أما تعلم أن رسول الله ﷺ قال: «إذا بلغ بنو الحكم ثلاثين رجلا اتخذوا مال الله بينهم دولا، وعباد الله خولا، وكتاب الله دغلا، فإذا بلغوا سبعة وتسعين وأربعمائة، كان هلاكهم أسرع من لوك تمرة». فقال ابن عباس:
اللهمّ نعم؟ فلما أدبر مروان قال معاوية: أنشدك بالله يا ابن عباس أما تعلم أن رسول الله ﷺ ذكر هذا فقال: «أبو الجبابرة الأربعة». فقال ابن عباس: اللهمّ نعم.
وقال أبو داود الطيالسي: حدثنا القاسم بن الفضل ثنا يوسف بن مازن الراسبي قال: قام رجل إلى الحسين بن على فقال: يا مسود وجوه المؤمنين! فقال الحسين: لا تؤنبنى رحمك الله، فان رسول الله ﷺ رأى بنى أمية يخطبون على منبره رجلا رجلا فساءه ذلك فنزلت ﴿إِنّا أَعْطَيْناكَ الْكَوْثَرَ﴾ وهو نهر في الجنة، ونزلت ﴿إِنّا أَنْزَلْناهُ﴾