الخوف بطوله قال وكان رسول الله ﷺ قد أصاب في محالهم نسوة، وكان في السبي جارية وضيئة وكان زوجها يحبها فحلف ليطلبن محمدا ولا يرجع حتى يصيب دما أو يخلص صاحبته ثم ذكر من السياق نحو ما أورده محمد بن إسحاق.
قال الواقدي وكان جابر بن عبد الله يقول بينا أنا مع رسول الله ﷺ إذ جاء رجل من أصحابه بفرخ طائر ورسول الله ﷺ ينظر اليه فأقبل اليه أبواه أو أحدهما حتى طرح نفسه في يدي الّذي أخذ فرخه فرأيت أن الناس عجبوا من ذلك فقال رسول الله ﷺ أتعجبون من هذا الطائر أخذتم فرخه فطرح نفسه رحمة لفرخه فو الله لربكم أرحم بكم من هذا الطائر بفرخه
[قصة جمل جابر في هذه الغزوة]
قال محمد بن إسحاق: حدثني وهب بن كيسان عن جابر بن عبد الله قال: خرجت مع رسول الله ﷺ الى غزوة ذات الرقاع من نخل على جمل لي ضعيف فلما قفل رسول الله ﷺ جعلت الرفاق تمضى وجعلت أتخلف حتى أدركنى رسول الله ﷺ فقال: مالك يا جابر؟ قلت يا رسول الله أبطأ بى جملي هذا. قال: أنخه، قال فأنخته وأناخ رسول الله ﷺ ثم قال: أعطنى هذه العصا من يدك أو اقطع عصا من شجرة ففعلت فأخذها رسول الله ﷺ فنخسه بها نخسات ثم قال: اركب فركبت فخرج والّذي بعثه بالحق يواهق ناقته مواهقة. قال: وتحدثت مع رسول الله ﷺ فقال:
أتبيعني جملك هذا يا جابر؟ قال: قلت بل أهبه لك قال: لا ولكن بعنيه، قال: قلت فسمنيه، قال: قد أخذته بدرهم، قال قلت: لا إذا تغبننى يا رسول الله، قال: فبدرهمين، قال: قلت لا، قال: فلم يزل يرفع لي رسول الله ﷺ حتى بلغ الاوقية، قال فقلت: أفقد رضيت؟ قال: نعم، قلت فهو لك، قال: قد أخذته ثم قال: يا جابر هل تزوجت بعد، قال قلت: نعم يا رسول الله، قال:
أثيبا أم بكرا، قال: قلت بل ثيبا، قال: أفلا جارية تلاعبها وتلاعبك، قال: قلت يا رسول الله ان أبى أصيب يوم أحد وترك بنات له سبعا فنكحت امرأة جامعة تجمع رءوسهن فتقوم عليهنّ.
قال: أصبت ان شاء الله، أما انا لو جئنا صرارا أمرنا بجزور فنحرت فأقمنا عليها يومنا ذلك وسمعت بنا فنفضت نمارقها، قال: فقلت والله يا رسول الله ما لنا نمارق، قال: انها ستكون فإذا أنت قدمت فاعمل عملا كيسا، قال: فلما جئنا صرارا أمر رسول الله ﷺ بجزور فنحرت وأقمنا عليها ذلك اليوم، فلما أمسى رسول الله ﷺ دخل ودخلنا. قال: فحدثت المرأة الحديث وما قال لي رسول الله ﷺ، قالت: فدونك فسمع وطاعة فلما أصبحت أخذت برأس الجمل فأقبلت به حتى أنخته على باب رسول الله ﷺ ثم جلست في المسجد قريبا منه، قال: وخرج رسول الله ﷺ