في غزوة الفتح أن رسول الله ﷺ لما دخل المسجد الحرام فوجد الأصنام حول الكعبة فجعل يطعنها بشيء في يده ويقول: ﴿جاءَ الْحَقُّ وَزَهَقَ الْباطِلُ إِنَّ الْباطِلَ كانَ زَهُوقاً،﴾ قل جاء الحق وما يبدئ الباطل وما يعيد، وفي رواية أنه جعل لا يشير إلى صنم منها إلا خر لقفاه، وفي رواية: إلا سقط،
وقال البيهقي: أنا أبو عبد الله الحافظ وأبو بكر أحمد بن الحسن القاضي قالا: ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب، ثنا بحر بن نصر وأحمد بن عيسى اللخمي، قالا: ثنا بشر بن بكير، أنا الأوزاعي عن ابن شهاب أنه قال: أخبرنى القاسم بن محمد بن أبى بكر الصديق عن عائشة قالت: دخل عليّ رسول الله ﷺ وأنا مستترة بقرام فهتكه ثم قال: إن أشد الناس عذابا يوم القيامة الذين يشبهون بخلق الله، قال الأوزاعي: وقالت عائشة: أتى رسول الله ﷺ بترس فيه تمثال عقاب فوضع عليه يده فأذهبه الله ﷿.
باب ما يتعلق بالحيوانات من دلائل النبوة قصة البعير النادّ وسجوده له وشكواه إليه صلوات الله وسلامه عليه
قال الامام أحمد: حدثنا حسين، ثنا خلف بن خليفة عن حفص هو ابن عمر عن عمه أنس بن مالك قال: كان أهل بيت من الأنصار لهم جمل يسنون عليه وأنه استصعب عليهم فمنعهم ظهره وأن الأنصار جاءوا إلى رسول الله ﷺ فقالوا: إنه كان لنا جمل نسنى عليه وأنه استصعب علينا ومنعنا ظهره، وقد عطش الزرع والنخل، فقال رسول الله ﷺ لأصحابه: قوموا، فقاموا فدخل الحائط والجمل في ناحيته، فمشى النبي ﷺ نحوه، فقالت الأنصار: يا رسول الله إنه قد صار مثل الكلب الكلب وإنا نخاف عليك صولته، فقال: ليس عليّ منه بأس، فلما نظر الجمل إلى رسول الله ﷺ أقبل نحوه حتى خر ساجدا بين يديه، فأخذ رسول الله ﷺ بناصيته أذل ما كانت قط، حتى أدخله في العمل، فقال له أصحابه: يا رسول هذه بهيمة لا تعقل تسجد لك، ونحن أحق أن نسجد لك، فقال:
لا يصلح لبشر أن يسجد لبشر، ولو صلح لبشر أن يسجد لبشر لأمرت المرأة أن تسجد لزوجها من عظم حقه عليها، والّذي نفسي بيده لو كان من قدمه إلى مفرق رأسه قرحة تتفجر بالقيح والصديد ثم استقبلته فلحسته ما أدت حقه * وهذا إسناد جيد، وقد روى النسائي بعضه من حديث خلف ابن خليفة به.
[رواية جابر في ذلك]
قال الامام أحمد: حدثنا مصعب بن سلام سمعته من أبى مرتين، ثنا الأجلح عن الذيال بن