للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

يعرض عليه الشيء فيقبله، فكثرت أمواله، ولبس الثياب الناعمة، وجرت له أمور، وكثرت أتباعه وأظهر أنه يريد الغزو فاتبعه نفر كثير، فعسكر بظاهر البلد، وكان يضرب له الطبل في أوقات الصلوات وسار إلى ناحية أذربيجان، فالتف عليه خلق كثير، وضاهى أمير تلك الناحية، وكانت وفاته لك في هذه السنة. قال الخطيب: وقد حدث ببغداد وكتبت عنه أحاديث يسيرة، وحدثني بعض أصحابنا عنه بشيء يدل على ضعفه، وأنشد هو لبعضهم:

إذا ما أطعت النفس في كل لذة … نسبت إلى غير الحجى والتكرم

إذا ما أجبت الناس في كل دعوة … دعتك إلى الأمر القبيح المحرم

[المظفر بن الحسين]

ابن عمر بن برهان، أبو الحسن الغزال، سمع محمد بن المظفر وغيره، وكان صدوقا.

[محمد بن على بن إبراهيم]

أبو الخطاب الحنبلي الشاعر، من شعره قوله:

ما حكم الحب فهو ممتثل … وما جناه الحبيب محتمل

يهوى ويشكو الضنى وكل هوى … لا ينحل الجسم فهو منتحل

وقد سافر إلى الشام فاجتاز بمعرة النعمان فامتدحه أبو العلاء المعرى بأبيات، فأجابه مرتجلا عنها.

وقد كان حسن العينين حين سافر، فما رجع إلى بغداد إلا وهو أعمى. توفى في ذي القعدة منها ويقال إنه كان شديد الرفض فالله أعلم.

[الشيخ أبو على السنجى]

الحسين بن شعيب بن محمد شيخ الشافعية في زمانه، أخذ عن أبى بكر القفال، وشرح الفروع لابن الحداد، وقد شرحها قبله شيخه، وقبله القاضي أبو الطيب الطبري، وشرح أبو على السنجى كتاب التلخيص لابن القاص، شرحا كبيرا، وله كتاب المجموع، ومنه أخذ الغزالي في الوسيط.

قال ابن خلكان: وهو أول من جمع بين طريقة العراقيين والخراسانيين. توفى سنة بضع وثلاثين وأربعمائة

[ثم دخلت سنة أربعين وأربعمائة]

في هذه السنة توفى الملك أبو كاليجار في جمادى الأولى منها، صاحب بغداد، مرض وهو في برية، ففصد في يوم ثلاث مرات، وحمل في محفة فمات ليلة الخميس، ونهبت الغلمان الخزائن، وأحرق الجواري الخيام، سوى الخيمة التي هو فيها، وولى بعده ابنه أبو نصر، وسموه الملك الرحيم، ودخل دار الخلافة فخلع عليه الخليفة سبع خلع، وسوره وطوقه وجعل على رأسه التاج والعمامة السوداء، ووصاه الخليفة، ورجع إلى داره وجاء الناس ليهنئوه. وفيها دار السور على شيراز، وكان دوره اثنى عشر

<<  <  ج: ص:  >  >>