للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فلما استأنس قلت له: إن القوم لما دخلت المسجد قالوا كذا وكذا، قال: سبحان الله، والله ما ينبغي لأحد أن يقول ما لا يعلم، وسأحدثك أنى رأيت رؤيا على عهد رسول الله فقصصتها عليه، رأيت كأنى في روضة خضراء - قال ابن عون: فذكر من خضرتها وسعتها - وسطها عمود حديد أسفله في الأرض وأعلاه في السماء، في أعلاه عروة، فقيل لي: اصعد عليه، فقلت: لا أستطيع، فجاء بنصيف - قال ابن عون: وهو الوصيف - فرفع ثيابي من خلفي فقال: اصعد عليه، فصعدت حتى أخذت بالعروة، فقال: استمسك بالعروة، فاستيقظت وإنها لفي يدي،

قال: فأتيت النبي ، فقصصتها عليه فقال: أما الروضة فروضة الإسلام، وأما العمود فعمود الإسلام، وأما العروة فهي العروة الوثقى، أنت على الإسلام تموت، قال: وهو عبد الله بن سلام * ورواه البخاري من حديث عون. ثم قد رواه الامام أحمد من حديث حماد بن سلمة عن عاصم بن بهدلة عن المسيب بن رافع عن حرشة بن الحر عن عبد الله بن سلام، فذكره مطولا، وفيه قال: حتى انتهيت إلى جبل زلق فأخذ بيدي ودحانى، فإذا أنا على ذروته، فلم أتقارّ ولم أتماسك، وإذا عمود حديد في يدي ذروته حلقة ذهب، فأخذ بيدي ودحانى حتى أخذت بالعروة، وذكر تمام الحديث *

وأخرجه مسلّم في صحيحه من حديث الأعمش عن سليمان بن مسهر عن حرشة بن الحر عن عبد الله بن سلام فذكره وقال: حتى أتى بى جبلا فقال لي: اصعد، فجعلت إذا أردت أن أصعد خررت على رأسي، حتى فعلت ذلك مرارا، وأن رسول الله قال له حين ذكر رؤياه: وأما الجبل فهو منزل الشهداء، ولن تناله قال البيهقي: وهذه معجزة ثانية، حيث أخبر أنه لا ينال الشهادة * وهكذا وقع، فأنه مات سنة ثلاث وأربعين فيما ذكره أبو عبيد القاسم بن سلام وغيره.

[الأخبار عن بيت ميمونة بنت الحارث بسرف]

قال البخاري في التاريخ: أنا موسى بن إسماعيل، ثنا عبد الواحد بن زياد، ثنا عبد الله بن عبد الله بن الأصم، ثنا يزيد بن الأصم قال: ثقلت ميمونة بمكة وليس عندها من بنى أختها أحد، فقالت: أخرجونى من مكة فانى لا أموت بها، إن رسول الله أخبرنى أنى لا أموت بمكة، فحملوها حتى أتوا بها إلى سرف، الشجرة التي بنى بها رسول الله تحتها في موضع القبة، فماتت ، قلت: وكان موتها سنة إحدى وخمسين على الصحيح.

[ما روى في إخباره عن مقتل حجر بن عدي وأصحابه]

قال يعقوب بن سفيان: ثنا ابن بكير، ثنا ابن لهيعة، حدثني الحارث عن يزيد عن عبد الله بن رزين الغافقي قال: سمعت على بن أبى طالب يقول: يا أهل العراق، سيقتل منكم سبعة نفر بعذراء، مثلهم كمثل أصحاب الأخدود * فقتل حجر بن عدي وأصحابه، وقال يعقوب بن سفيان: قال أبو

<<  <  ج: ص:  >  >>