للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وكانت لإدريس النبي منازل … من الله لم تقرن بهمة راغب

ويارد بحر عند آل سراته … أبى الخزايا مستدق المآرب

وكانت لمهلائيل فهم فضائل … مهذبة من فاحشات المثالب

وقينان من قبل اقتنى مجد قومه … وفاد بشأو الفضل وخد الركائب

وكان أنوش ناش للمجد نفسه … ونزهها عن مرديات المطالب

وما زال شيث بالفضائل فاضلا … شريفا بريئا من ذميم المعايب

وكلهم من نور آدم اقبسوا … وعن عوده أجنوا ثمار المناقب

وكان رسول الله أكرم منجب … جرى في ظهور الطيبين المناجب

مقابلة آباؤه أمهاته … مبرأة من فاضحات المثالب

عليه سلام الله في كل شارق … الاح لنا ضوءا وفي كل غارب

هكذا أورد القصيدة الشيخ أبو عمر بن عبد البر وشيخنا الحافظ أبو الحجاج المزي في تهذيبه من شعر الأستاذ أبى العباس عبد الله بن محمد الناشي المعروف بابن شرشير أصله من الأنبار ورد بغداد ثم ارتحل الى مصر فأقام بها حتى مات سنة ثلاث وتسعين ومائتين وكان متكلما معتزليا يحكى عنه الشيخ أبو الحسن الأشعري في كتابه المقالات فيما يحكى عن المعتزلة وكان شاعرا مطبقا حتى أن من جملة اقتداره على الشعر كان يعاكس الشعراء في المعاني فينظم في مخالفتهم ويبتكر ما لا يطيقونه من المعاني البديعة والألفاظ البليغة حتى نسبه بعضهم إلى التهوس والاختلاط وذكر الخطيب البغدادي أن له قصيدة على قافية واحدة قريبا من أربعة آلاف بيت ذكرها الناجم وأرخ وفاته كما ذكرنا قلت: وهذه القصيدة تدل على فضيلته وبراعته وفصاحته وبلاغته وعلمه وفهمه وحفظه وحسن لفظه واطلاعه واضطلاعه واقتداره على نظم هذا النسب الشريف في سلك شعره وغوصه على هذه المعاني التي هي جواهر نفيسة من قاموس بحرة فرحمه الله وأثابه وأحسن مصيره وإيابه.

[ذكر أصول أنساب قبائل عرب الحجاز الى عدنان]

وذلك لأن عدنان ولد له ولدان معد وعك. قال السهيليّ: ولعدنان أيضا ابن اسمه الحارث وآخر يقال له المذهب. قال وقد ذكر أيضا في بنيه الضحاك. وقيل إن الضحاك ابن لمعد لا ابن عدنان.

قال وقيل إن عدن الّذي تعرف به مدينة عدن وكذلك أبين كانا ابنين لعدنان حكاه الطبري فتزوج عك في الأشعريين وسكن في بلادهم من اليمن فصارت لغتهم واحدة فزعم بعض أهل اليمن أنهم منهم فيقولون عك بن عدنان بن عبد الله بن الأزد بن يغوث ويقال عك بن عدنان بن الذيب بن عبد الله

<<  <  ج: ص:  >  >>