للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وشهد خطبة عمر بالجابية، وولاه عثمان الكوفة، وكان أحد الحكمين بين على ومعاوية، فلما اجتمعا خدع عمرو أبا موسى، وكان من قراء الصحابة وفقهائهم، وكان أحسن الصحابة صوتا في زمانه، قال أبو عثمان النهدي: ما سمعت صوت صنج ولا بربط ولا مزمار أطيب من صوت أبى موسى وثبت في الحديث

أن رسول الله قال: «لقد أوتى هذا مزمارا من مزامير آل داود». وكان عمر يقول له: ذكرنا ربنا يا أبا موسى، فيقرأ وهم يسمعون. وقال الشعبي: كتب عمر في وصيته أن لا يقر لي عامل أكثر من سنة إلا أبا موسى فليقر أربع سنين. وذكر ابن الجوزي في المنتظم أنه توفى في هذه السنة، وهو قول بعضهم، وقيل إنه توفى قبلها بسنة، وقيل في سنة ثنتين وأربعين، وقيل غير ذلك والله أعلم. وكانت وفاته بمكة لما اعتزل الناس بعد التحكيم، وقيل بمكان يقال له: الثوبة على ميلين من الكوفة. وكان قصيرا نحيف الجسم أسبط، أي لا لحية له، . وذكر ابن الجوزي أنه توفى في هذه السنة أيضا من الصحابة.

[عبد الله بن المغفل المزني]

وكان أحد البكاءين، وأحد العشرة الذين بعثهم عمر إلى البصرة ليفقهوا الناس، وهو أول من دخل تستر من المسلمين حين فتحها. لكن الصحيح ما حكاه البخاري عن مسدد أنه توفى سنة سبع وخمسين. وقال ابن عبد البر: توفى سنة ستين، وقال غيره: سنة إحدى وستين فالله أعلم.

ويروى عنه أنه رأى في منامه كأن القيامة قد قامت وكان هناك مكان من وصل إليه نجا، فجعل يحاول الوصول إليه فقيل له: أتريد أن تصل إليه وعندك ما عندك من الدنيا؟ فاستيقظ فعمد إلى عيبة عنده فيها ذهب كثير فلم يصبح عليه الصباح إلا وقد فرقها في المساكين والمحاويج والأقارب .

[وفيها توفى عمران بن حصين بن عبيد]

ابن خلف أبو نجيد الخزاعي، أسلم هو وأبو هريرة عام خيبر وشهد غزوات، وكان من سادات الصحابة، استقضاه عبد الله بن عامر على البصرة فحكم له بها، ثم استعفاه فأعفاه، ولم يزل بها حتى مات في هذه السنة، قال الحسن: وابن سيرين البصري: ما قدم البصرة راكب خير منه، وقد كانت الملائكة تسلم عليه فلما اكتوى انقطع عنه سلامهم ثم عادوا قبل موته بقليل فكانوا يسلمون عليه وعن أبيه.

[كعب بن عجرة الأنصاري أبو محمد المدني]

صحابى جليل وهو الّذي نزلت فيه آية الفدية في الحج. مات في هذه السنة، وقيل قبلها بسنة عن خمس أو سبع وسبعين سنة.

[معاوية بن خديج]

ابن جفنة بن قتيرة الكندي الخولانيّ المصري، صحابى على قول الأكثرين، وذكره ابن

<<  <  ج: ص:  >  >>