ما دمت حيا فدار الناس كلهم … فإنما أنت في دار المداراة
من يدر داري ومن لم يدر سوف يرى … عما قليل نديما للندامات
هكذا ترجمه أبو الفرج ابن الجوزي حرفا بحرف.
[عبد الواحد بن عمر بن محمد]
ابن أبى هاشم. كان من أعلم الناس بحروف القراءات، وله في ذلك مصنفات، وكان من الأمناء الثقات، روى عن ابن مجاهد وأبى بكر بن أبى داود، وعنه أبو الحسن الحماني، توفى في شوال منها، ودفن بمقبرة الخيزران.
[أبو أحمد العسال]
الحافظ محمد بن أحمد بن إبراهيم بن سليمان بن محمد أبو أحمد العسال الأصبهاني أحد الأئمة الحفاظ وأكابر العلماء، سمع الحديث وحدث به، قال ابن مندة: كتبت عن ألف شيخ لم أر أفهم ولا أتقن من أبى أحمد العسال. توفى في رمضان منها ﵀. والله سبحانه أعلم.
[ثم دخلت سنة خمسين وثلاثمائة]
في المحرم منها مرض معز الدولة بن بويه بانحصار البول فقلق من ذلك وجمع بين صاحبه سبكتكين ووزيره المهلبي، وأصلح بينهما ووصاهما بولده بختيار خيرا، ثم عوفي من ذلك فعزم على الرحيل إلى الأهواز لاعتقاده أن ما أصابه من هذه العلة بسبب هواء بغداد ومائها، فأشاروا عليه بالمقام بها، وأن يبنى بها دارا في أعلاها حيث الهواء أرق والماء أصفى، فبنى له دارا غرم عليه ثلاثة عشر ألف ألف درهم، فاحتاج لذلك أن يصادر بعض أصحابه، ويقال أنفق عليها ألفى ألف دينار، ومات وهو يبنى فيها ولم يسكنها، وقد خرب القفصي كثيرة من معالم الخلفاء ببغداد في بنائها، وكان مما خرب المعشوق من سرمن رأى، وقلع الأبواب الحديد التي على مدينة المنصور والرصافة وقصورها، وحولها إلى داره هذه، لا تمت فرحته بها، فإنه كان رافضيا خبيثا.
وفيها مات القاضي أبو السائب عتبة بن عبد الله وقبضت أملاكه، وولى بعده القضاء أبو عبد الله الحسين بن أبى الشوارب، وضمن أن يؤدى في كل سنة إلى معز الدولة مائتي ألف درهم، فخلع عليه معز الدولة وسار ومعه الدبابات والبوقات إلى منزله، وهو أول من ضمن القضاء ورشى عليه والله أعلم. ولم يأذن له الخليفة المطيع لله في الحضور عنده ولا في حضور الموكب من أجل ذلك غضبا عليه، ثم ضمن معز الدولة الشرطة وضمن الحسبة أيضا.
وفيها سار قفل من أنطاكية يريدون طرسوس، وفيهم نائب أنطاكية، فثار عليهم الفرنج فأخذوهم عن بكرة أبيهم، فلم يفلت منهم سوى النائب جريحا في مواضع من بدنه. وفيها دخل نجا غلام سيف الدولة بلاد الروم فقتل وسبى وغنم ورجع سالما.