الملك الحسيني بالعدد والتجمل الحسن، وكان يوما مشهودا. ومما كان من الحوادث في هذه السنة أن جدد إمام راتب عند رأس قبر زكريا، وهو الفقيه شرف الدين أبو بكر الحموي، وحضر عنده يوم عاشوراء القاضي إمام الدين الشافعيّ، وحسام الدين الحنفي وجماعة، ولم تطل مدته إلا شهورا ثم عاد الحموي إلى بلده وبطلت هذه الوظيفة إلى الآن ولله الحمد.
[وممن توفى فيها من الأعيان.]
[القاضي حسام الدين أبو الفضائل]
الحسن بن القاضي تاج الدين أبى المفاخر أحمد بن الحسن أنوشروان الرازيّ الحنفي، ولى قضاء ملطية مدة عشرين سنة، ثم قدم دمشق فوليها مدة، ثم انتقل إلى مصر فوليها مدة، وولده جلال الدين بالشام ثم صار إلى الشام فعاد إلى الحكم بها، ثم لما خرج الجيش إلى لقاء قازان بوادي الخزندار عند وادي سلمية خرج معهم ففقد من الصف ولم يدر ما خبره، وقد قارب السبعين، وكان فاضلا بارعا رئيسا، له نظم حسن، ومولده باقسيس من بلاد الروم في المحرم سنة إحدى وثلاثين وستمائة فقد يوم الأربعاء الرابع والعشرين من ربيع الأول منها، وقد قتل يومئذ عدة من مشاهير الأمراء ثم ولى بعده القضاء شمس الدين الحريري.
[القاضي الامام العالي]
إمام الدين أبو المعالي عمر بن القاضي سعد الدين أبى القاسم عبد الرحمن بن الشيخ إمام الدين أبى حفص عمر بن أحمد بن محمد القزويني الشافعيّ، قدم دمشق هو وأخوه جلال الدين فقررا في مدارس، ثم انتزع إمام الدين قضاء القضاة بدمشق من بدر الدين بن جماعة كما تقدم في سنة سبع وسبعين، وناب عنه أخوه، وكان جميل الأخلاق كثير الإحسان رئيسا، قليل الأذى، ولما أزف قدوم التتار سافر إلى مصر، فلما وصل إليها لم يقم بها سوى أسبوع وتوفى ودفن بالقرب من قبة الشافعيّ عن ست وأربعين سنة، وصار المنصب إلى بدر الدين بن جماعة، مضافا إلى ما بيده من الخطابة وغيرها، ودرس أخوه بعده بالأمينية.
[المسند المعمر الرحلة]
شرف الدين أحمد بن هبة الله بن الحسن بن هبة الله بن عبد الله بن الحسن بن عساكر الدمشقيّ، ولد سنة أربع عشرة وستمائة، وسمع الحديث وروى، توفى خامس عشر جمادى الأولى عن خمس وثمانين سنة.
[الخطيب الامام العالم]
موفق الدين أبو المعالي محمد بن محمد بن الفضل النهرواني القضاعي الحموي، خطيب حماة، ثم خطب بدمشق عوضا عن الفاروثيّ، ودرس بالغزالية ثم عزل بابن جماعة، وعاد إلى بلده، ثم قدم دمشق عام قازان فمات بها.