الحجاب ووعظ القوم بما وعظوا به ﴿لا تَدْخُلُوا بُيُوتَ النَّبِيِّ إِلاّ أَنْ يُؤْذَنَ لَكُمْ﴾ الآية، وكذا رواه مسلم والنسائي من طريق سليمان بن المغيرة
[ذكر نزول الحجاب صبيحة عرسها]
الّذي ولى الله عقد نكاحه فناسب نزول الحجاب في هذا العرس صيانة لها ولأخواتها من أمهات المؤمنين وذلك وفق الرأى العمرى. قال البخاري: حدّثنا محمد بن عبد الله الرقاش حدثنا معتمر بن سليمان سمعت أبى حدثنا أبو مجاز عن أنس بن مالك قال: لما تزوج رسول الله ﷺ زينب بنت جحش دعا القوم فطعموا وجلسوا يتحدثون فإذا هو يتهيأ للقيام فلم يقوموا، فلما رأى ذلك قام فلما قام قام من قام وقعد ثلاثة نفر وجاء النبي ﷺ ليدخل فإذا القوم جلوس ثم انهم قاموا فانطلقوا، فجئت فأخبرت النبي ﷺ أنهم قد انطلقوا، فجاء حتى دخل فذهبت أدخل فألقى الحجاب بيني وبينه فأنزل الله تعالى ﴿يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَدْخُلُوا بُيُوتَ النَّبِيِّ﴾ الآية، وقد رواه البخاري في مواضع أخر ومسلم والنسائي من طرق عن معتمر. ثم رواه البخاري منفردا به من حديث أيوب عن أبى قلابة عن أنس نحوه.
وقال البخاري:
حدثنا أبو معمر حدثنا عبد الوارث حدثنا عبد العزيز بن صهيب عن أنس بن مالك قال: بنى على النبي ﷺ بزينب بنت جحش بخبز ولحم فأرسلت على الطعام داعيا فيجيء قوم فيأكلون ويخرجون ثم يجيء قوم فيأكلون ويخرجون فدعوت حتى ما أجد أحدا أدعوه، فقلت: يا نبي الله ما أجد أحدا أدعوه. قال: ارفعوا طعامكم، وبقي ثلاثة رهط يتحدثون في البيت، فخرج النبي ﷺ فانطلق الى حجرة عائشة فقال: السلام عليكم أهل البيت ورحمة الله وبركاته، قالت: وعليك السلام ورحمة الله وبركاته كيف وجدت أهلك بارك الله لك؟ فتقرّى حجر نسائه كلهن ويقول لهن كما يقول لعائشة ويقلن له كما قالت عائشة ثم رجع النبي ﷺ فإذا رهط ثلاثة في البيت يتحدثون وكان النبي ﷺ شديد الحياء فخرج منطلقا نحو حجرة عائشة فما أدرى أخبرته أم أخبر أن القوم خرجوا فخرج حتى إذا وضع رجله في أسكفة الباب واخرى خارجة أرخى الستر بيني وبينه وأنزلت آية الحجاب، تفرد به البخاري من هذا الوجه. ثم رواه منفردا به أيضا عن إسحاق هو ابن نصر عن عبد الله بن بكير السهمي عن حميد بن أنس بنحو ذلك، وقال «رجلان» بدل ثلاثة فالله أعلم قال البخاري: وقال إبراهيم بن طهمان عن الجعد أبى عثمان عن أنس فذكر نحوه. وقد
قال ابن أبى حاتم حدّثنا أبى حدثنا أبو المظفر حدثنا جعفر بن سليمان عن الجعد أبى عثمان اليشكري عن أنس بن مالك قال: أعرس رسول الله ﷺ ببعض نسائه فصنعت أم سليم حيسا ثم حطته في ثور فقالت اذهب الى رسول الله ﷺ وأخبره ان هذا منا له قليل قال أنس والناس يومئذ في