عن أهلها وصفح، وقد كانوا ألبسوا كلبا أعور قباء وسموه خوارزم شاه، ورموه في المنجيق إلى الخوارزمية، وقالوا هذا مالكم، وكان خوارزم شاه أعور، فلما قدر عليهم عفا عنهم، جزاه الله خيرا.
[وفيها توفى من الأعيان.]
[العوام بن زيادة]
كاتب الإنشاء بباب الخلافة، وهو أبو طالب يحيى بن سعيد بن هبة الله بن على بن زيادة، انتهت إليه رياسة الرسائل والإنشاء والبلاغة والفصاحة في زمانه بالعراق، وله علوم كثيرة غير ذلك من الفقه على مذهب الشافعيّ، أخذه عن ابن فضلان، وله معرفة جيدة بالأصلين الحساب واللغة، وله شعر جيد وقد ولى عدة مناصب كان مشكورا في جميعها، ومن مستجاد شعره قوله:
لا تحقرن عدوا تزدريه فكم … قد أتعس الدهر جد الجد باللعب
فهذه الشمس يعروها الكسوف لها … على جلالتها بالرأس والذنب
وله:
باضطراب الزمان ترتفع الأنذال … فيه حتى يعم البلاء
وكذا الماء راكد فإذا … حرك ثارت من قعره الأقذاء
وله أيضا:
قد سلوت الدنيا ولم يسلها … من علقت في آماله والأراجى
فإذا ما صرفت وجهي عنها … قذفتني في بحرها العجاج
يستضيئون بى وأهلك وحدي … فكأني ذبالة في سراج
توفى في ذي الحجة وله ثنتان وسبعون سنة، وحضر جنازته خلق كثير، ودفن عند موسى بن جعفر.
[القاضي أبو الحسن على بن رجاء بن زهير]
ابن على البطائحي، قدم بغداد فتفقه بها وسمع الحديث وأقام برحبة مالك بن طوق مدة يشتغل على أبى عبد الله بن النبيه الفرضيّ، ثم ولى قضاء العراق مدة، وكان أديبا، وقد سمع من شيخه أبى عبد الله بن النبيه ينشد لنفسه معارضا للحريرى في بيتيه اللذين زعم أنهما لا يعزوان ثالثا لهما، وهما قوله
سم سمة يحمد آثارها … واشكر لمن أعطا ولو سمسمة
والمكر مهما استطعت لا تأته … لتقتنى السؤدد والمكرمة
فقال ابن النبيه:
ما الأمة الوكساء بين الورى … أحسن من حر أتى ملامه
فمه إذا استجديت عن قول لا … فالحر لا يملأ منها فمه
[الأمير عز الدين حرديل]
كان من أكابر الأمراء في أيام نور الدين، وكان ممن شرك في قتل شاور، وحظي عند صلاح الدين، وقد استنابه على القدس حين افتتحها، وكان يستند به للمهمات الكبار فيسدها بنفسه