زيد بدري، وعقبة بن وهب بن كلدة حليف لهم بدري وكان ممن خرج إلى مكة فأقام بها حتى هاجر منها فهو ممن يقال له مهاجري أنصارى أيضا، وسعد بن عبادة بن دليم أحد النقباء، والمنذر بن عمرو نقيب بدري احدى وقتل يوم بئر معونة أميرا وهو الّذي يقال له أعتق ليموت، وأما المرأتان فأم عمارة نسيبة بنت كعب بن عمرو بن عوف بن مبذول بن عمرو بن غنم بن مازن بن النجار المازنية النجارية. قال ابن إسحاق: وقد كانت شهدت الحرب مع رسول الله ﷺ وشهدت معها أختها وزوجها زيد بن عاصم بن كعب، وابناها خبيب وعبد الله، وابنها خبيب هذا هو الّذي قتله مسيلمة الكذاب حين جعل يقول له أتشهد أن محمدا رسول الله؟ فيقول نعم، فيقول أتشهد أنى رسول الله؟ فيقول لا أسمع فجعل يقطعه عضوا عضوا حتى مات في يديه لا يزيده على ذلك، فكانت أم عمارة ممن خرج إلى اليمامة مع المسلمين حين قتل مسيلمة ورجعت وبها اثنى عشر جرحا من بين طعنة وضربة ﵂، والأخرى أم منيع أسماء ابنة عمرو بن عدي بن نابي بن عمرو بن سواد ابن غنم بن كعب بن سلمة ﵂.
[باب بدء الهجرة من مكة إلى المدينة]
قال الزهري عن عروة عن عائشة. قالت قال رسول الله ﷺ وهو يومئذ بمكة - للمسلمين:
«قد أريت دار هجرتكم، أريت سبخة ذات نخل بين لابتين» فهاجر من هاجر قبل المدينة حين ذكر ذلك رسول الله ﷺ، ورجع إلى المدينة من كان هاجر إلى أرض الحبشة من المسلمين. رواه البخاري.
وقال أبو موسى عن النبي ﷺ:«رأيت في المنام أنى أهاجر من مكة إلى أرض بها نخل فذهب وهلي إلى أنها اليمامة أو هجر، فإذا هي المدينة يثرب» وهذا الحديث قد أسنده البخاري في مواضع أخر بطوله. ورواه مسلم كلاهما عن أبى كريب. زاد مسلم وعبد الله بن مراد كلاهما عن أبى أسامة عن يزيد بن عبد الله بن أبى بردة عن جده أبى بردة عن أبى موسى عبد الله بن قيس الأشعري عن النبي ﷺ الحديث بطوله.
قال الحافظ أبو بكر البيهقي: أخبرنا أبو عبد الله الحافظ أخبرنا أبو العباس القاسم بن القاسم السياري بمرو حدثنا إبراهيم بن هلال حدثنا على بن الحسن بن شقيق حدثنا عيسى بن عبيد الكندي عن غيلان بن عبد الله العامري عن أبى زرعة بن عمرو بن جرير عن جرير أن النبي ﷺ. قال:«إن الله أوحى إليّ أي هؤلاء البلاد الثلاث نزلت فهي دار هجرتك، المدينة، أو البحرين، أو قنسرين» قال أهل العلم: ثم عزم له على المدينة فأمر أصحابه بالهجرة اليها.