للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[الدخوار الطبيب]

مذهب الدين عبد الرحيم بن على بن حامد، المعروف بالدخوار شيخ الأطباء بدمشق، وقد وقف داره بدرب العميد بالقرب من الصاغة العتيقة على الأطباء بدمشق مدرسة لهم، وكانت وفاته بصفر من هذه السنة، ودفن بسفح قاسيون، وعلى قبره قبة على أعمدة في أصل الجبل شرقى الركتية، وقد ابتلى بستة أمراض متعاكسة، منها ريح اللقوة، وكان مولده سنة خمس وستين وخمسمائة وكان عمره ثلاثا وستين سنة. قال ابن الأثير: وفيها توفى.

[القاضي أبو غانم بن العديم]

الشيخ الصالح، وكان من المجتهدين في العبادة والرياضة، من العاملين بعلمهم، ولو قال قائل إنه لم يكن في زمانه أعبد منه لكان صادقا، فرضى الله تعالى عنه وأرضاه، فإنه من جماعة شيوخنا، سمعنا عليه الحديث وانتفعنا برؤيته وكلامه، قال: وفيها أيضا في الثاني عشر من ربيع الأول توفى صديقنا.

[أبو القاسم عبد المجيد بن العجمي الحلبي]

وهو وأهل بيته مقدمو السنة بحلب، وكان رجلا ذا مروءة غزيرة، وخلق حسن، وحلم وافر ورياسة كثيرة، يحب إطعام الطعام، وأحب الناس إليه من أكل من طعامه ويقبل يده، وكان يلقى أضيافه بوجه منبسط، ولا يقعد عن إيصال راحة وقضاء حاجة، فرحمه الله تعالى رحمة واسعة. قلت وهذا آخر ما وجد من الكامل في التاريخ للحافظ عز الدين أبى الحسن على بن محمد بن الأثير رحمه الله تعالى.

[أبو إسحاق إبراهيم بن عبد الكريم]

ابن أبى السعادات بن كريم الموصلي، أحد الفقهاء الحنفيين، شرح قطعة كبيرة من القدوري، وكتب الإنشاء لصاحبها بدر الدين لؤلؤ، ثم استقال من ذلك، وكان فاضلا شاعرا، من شعره:

دعوه كما شاء الغرام يكون … فلست وإن خان العهود أخون

ولينوا له في قولكم ما استطعتم … عسى قلبه القاسي على يلين

وبثوا صباباتى إليه وكرروا … حديثي عليه فالحديث شجون

نفسي الأولى بانوا عن العين حصة … وحبهم في القلب ليس يبين

توسلوا على العشاق يوم تحملوا … سيوفا لها وطف الجفون جفون

[المجد البهنسي]

وزير الملك الأشرف ثم عزله وصادره، ولما توفى دفن بتربته التي أنشأها بسفح قاسيون وجعل كتبه بها وقفا، وأجرى عليها أوقافا جيدة دارة رحمه الله تعالى.

<<  <  ج: ص:  >  >>