ابن عثمان بن الفرج الْأَزْهَرِ، أَبُو طَالِبٍ الْمَعْرُوفُ بِابْنِ السَّوَادِيِّ، وَهُوَ أَخُو أَبِي الْقَاسِمِ الْأَزْهَرِيِّ تُوُفِّيَ عَنْ نَيِّفٍ وثمانين سنة.
[محمد بن أبى تمام]
الزينبي نقيب النقباء، قام ببغداد بعد أبيه مقامه بالنقابة.
[ثم دخلت سنة ست وأربعين وأربعمائة]
فِيهَا غَزَا السُّلْطَانُ طُغْرُلْبَكُ بِلَادَ الرُّومِ بَعْدَ أَخْذِهِ بِلَادِ أَذْرَبِيجَانَ، فَغَنِمَ مِنْ بِلَادِ الرُّومِ وَسَبَى وَعَمِلَ أَشْيَاءَ حَسَنَةً، ثُمَّ عَادَ سَالِمًا فأقام بأذربيجان سَنَةً. وَفِيهَا أَخَذَ قُرَيْشُ بْنُ بَدْرَانَ الْأَنْبَارَ، وخطب بها وبالموصل لطغرلبك، وأخرج منها نواب البساسيري. وفيها دخل البساسيري بَغْدَادَ مَعَ بَنِي خَفَاجَةَ مُنْصَرَفَهُ مِنَ الْوَقْعَةِ، وَظَهَرَتْ مِنْهُ آثَارُ النَّفْرَةِ لِلْخِلَافَةِ، فَرَاسَلَهُ الْخَلِيفَةُ لِتَطِيبَ نَفْسُهُ، وَخَرَجَ فِي ذِي الْحِجَّةِ إِلَى الْأَنْبَارِ فَأَخَذَهَا، وَكَانَ مَعَهُ دُبَيْسُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ مَزْيَدٍ، وَخَرَّبَ أَمَاكِنَ وَحَرَّقَ غَيْرَهَا ثُمَّ أذن له الخليفة فِي الدُّخُولِ إِلَى بَيْتِ النُّوبَةِ لِيَخْلَعَ عَلَيْهِ، فجاء إلى أن حاذى بيت النوبة فقبل الأرض وانصرف إلى منزله، وَلَمْ يَعْبُرْ، فَقَوِيَتِ الْوَحْشَةُ. وَلَمْ يَحُجَّ أَحَدٌ من أهل العراق فيها.
وَمِمَّنْ تُوُفِّيَ فِيهَا مِنَ الْأَعْيَانِ.
الْحُسَيْنُ بْنُ جعفر بن محمد
ابن دَاوُدَ، أَبُو عَبْدِ اللَّهِ السَّلَمَاسِيُّ، سَمِعَ ابْنَ شاهين وابن حيويه والدار قطنى، وكان ثقة مأمونا مَشْهُورًا بِاصْطِنَاعِ الْمَعْرُوفِ، وَفِعْلِ الْخَيْرِ، وَافْتِقَادِ الْفُقَرَاءِ، وَكَثْرَةِ الصَّدَقَةِ، وَكَانَ قَدْ أُرِيدَ عَلَى الشَّهَادَةِ فأبى ذلك، وكان له فِي كُلِّ شَهْرٍ عَشْرَةُ دَنَانِيرَ نَفَقَةً لِأَهْلِهِ.