قال المدائني: وكان له من الولد تسعة عشر ولدا ذكرا، وهم عبد العزيز، ومحمد، والعباس، وإبراهيم، وتمام وخالد وعبد الرحمن ومبشر ومسرور وأبو عبيدة وصدقة ومنصور ومروان وعنبسة وعمر وروح وبشر ويزيد ويحيى. فأم عبد العزيز ومحمد أم البنين بنت عمه عبد العزيز بن مروان، وأم أبى عبيدة فزارية، وسائرهم من أمهات أولاد شتى. قال المدائني: وقد رثاه جرير فقال: -
يا عين جودي بدمع هاجه الذّكر … فما لدمعك بعد اليوم مدخر
إن الخليفة قد وارت شمائله … غبراء ملحدة في جولها زور
أضحى بنوه وقد جلت مصيبتهم … مثل النجوم هوى من بينها القمر
كانوا جميعا فلم يدفع منيته … عبد العزيز ولا روح ولا عمر
وممن هلك أيام الوليد بن عبد الملك (زياد بن حارثة التميمي) الدمشقيّ، كانت داره غربي قصر الثقفيين، روى عن حبيب بن مسلمة الفهري في النهى عن المسألة لمن له ما يغديه ويعشيه، وفي النفل. ومنهم من زعم أن له صحبة، والصحيح أنه تابعي. روى عنه عطية بن قيس ومكحول ويونس ابن ميسرة بن حلبس، ومع هذا قال فيه أبو حاتم: شيخ مجهول، ووثقه النسائي وابن حبان، روى ابن عساكر أنه دخل يوم الجمعة إلى مسجد دمشق وقد أخرت الصلاة، فقال: والله ما بعث الله نبيا بعد محمد ﷺ أمركم بهذه الصلاة هذا الوقت، قال: فأخذ فأدخل الخضراء فقطع رأسه، وذلك في زمن الوليد بن عبد الملك.
[عبد الله بن عمر بن عثمان]
أبو محمد، كان قاضى المدينة، وكان شريفا كثير المعروف جوادا ممدحا والله أعلم.
[خلافة سليمان بن عبد الملك]
بويع له بالخلافة بعد موت أخيه الوليد يوم مات، وكان يوم السبت للنصف من جمادى الآخرة سنة ست وتسعين، وكان سليمان بالرملة، وكان ولى العهد من بعد أخيه عن وصية أبيهما عبد الملك وقد كان الوليد قد عزم قبل موته على خلع أخيه سليمان، وأن يجعل ولاية العهد من بعده لولده عبد العزيز بن الوليد، وقد كان الحجاج طاوعه على ذلك وأمره به، وكذلك قتيبة بن مسلم وجماعة، وقد أنشد في ذلك جرير وغيره من الشعراء قصائد، فلم ينتظم ذلك له حتى مات، وانعقدت البيعة إلى سليمان، فخافه قتيبة بن مسلم وعزم على أن لا يبايعه، فعزله سليمان وولى على إمرة العراق ثم خراسان يزيد بن المهلب، فأعاده إلى إمرتها بعد عشر سنين، وأمره بمعاقبة آل الحجاج بن يوسف، وكان الحجاج هو الّذي عزل يزيد عن خراسان. ولسبع بقين من رمضان من هذه السنة عزل سليمان عن إمرة المدينة عثمان بن حيان وولى عليها أبا بكر بن محمد بن عمرو بن حزم، وكان أحد العلماء، وقد