والنجاد والخلدى وأبا بكر الشاشي. وعنه ابن شاهين والأزهري والتنوخي، وحكى الأزهري أنه دخل عليه وبين يديه أجزاء كبار فجعل إذا ساق إسنادا أورد متنه من حفظه وإذا سرد متنا ساق إسناده من حفظه. قال: وفعلت هذا معه مرارا، كل ذلك يورد الحديث إسنادا ومتنا كما في كتابه.
قال: وكان ثقة فحسدوه وتكلموا فيه. وحكى الخطيب أن ابن أبى الفوارس اتهمه بأنه يزيد في سماع الشيوخ، ويلحق رجالا في الأحاديث ويصل المقاطيع. توفى في ربيع الأول منها عن إحدى وسبعين سنة.
[صمصامة الدولة]
ابن عضد الدولة صاحب بلاد فارس، خرج عليه ابن عمه أبو نصر بن بختيار فهرب منه ونجا في جماعة من الأكراد، فلما وغلوا به أخذوا ما في خزائنه وحواصله، ولحقه أصحاب ابن بختيار فقتلوه وحملوا رأسه إليه، فلما وضع بين يدي ابن بختيار قال: هذه سنة سنها أبوك. وكان ذلك في ذي الحجة من هذه السنة، وكان عمره يوم قتل خمسا وثلاثين سنة، ومدة ملكه منها تسع سنين وأشهر.
[عبد العزيز بن يوسف الحطان]
أبو القاسم، كاتب الإنشاء لعضد الدولة، ثم وزر لابنه بهاء الدولة خمسة أشهر، وكان يقول الشعر. توفى في شعبان منها
[محمد بن أحمد]
ابن إبراهيم أبو الفتح المعروف بغلام الشنبوذى، كان عالما بالقراءات وتفسيرها، يقال إنه كان يحفظ خمسين ألف بيت من الشعر، شواهد للقرآن، ومع هذا تكلموا في روايته عن أبى الحسين بن شنبوذ وأساء الدار قطنى القول فيه. توفى في صفر منها، وولد سنة إحدى وثلاثين وثلاثمائة.
[ثم دخلت سنة تسع وثمانين وثلاثمائة]
فيها قصد محمود بن سبكتكين بلاد خراسان فاستلب ملكها من أيدي السامانية، وواقعهم مرات متعددة في هذه السنة وما قبلها، حتى أزال اسمهم ورسمهم عن البلاد بالكلية، وانقرضت دولتهم بالكلية، ثم صمد لقتال ملك الترك بما وراء النهر، وذلك بعد موت الخاقان الكبير الّذي يقال له فائق، وجرت له معهم حروب وخطوب. وفيها استولى بهاء الدولة على بلاد فارس وخوزستان، وفيها أرادت الشيعة أن يصنعوا ما كانوا يصنعونه من الزينة يوم غدير خم، وهو اليوم الثامن عشر من ذي الحجة فيما يزعمونه، فقاتلهم جهلة آخرون من المنتسبين إلى السنة فادعوا أن في مثل هذا اليوم حصر النبي ﷺ وأبو بكر في الغار فامتنعوا من ذلك، وهذا أيضا جهل من هؤلاء، فان هذا إنما كان في أوائل ربيع الأول من أول سنى الهجرة، فإنهما أقاما فيه ثلاثا، وحين خرجا منه قصدا المدينة فدخلاها بعد ثمانية أيام أو نحوها، وكان دخولها المدينة في اليوم الثاني عشر من ربيع الأول، وهذا أمر معلوم مقرر محرر. ولما كانت الشيعة يصنعون في يوم عاشوراء مأتما يظهرون فيه الحزن على الحسين