للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ليس لي صاحب معين سوى الليل … إذا طال بالصدود عليا

أنا أشكو بعد الحبيب إليه … وهو يشكو بعد الصباح إلينا

وله أيضا

يا من لبست لهجره طول الضنا … حتى خفيت إذا عن العواد

وأنست بالسهر الطويل فأنسيت … أجفان عيني كيف كان رقادي

إن كان يوسف بالجمال مقطع … الأيدي فأنت مفتت الأكباد

[الواحدي المفسر]

على بن حسن بن أحمد بن على بن بويه الواحدي، قال ابن خلكان: ولا أدرى هذه النسبة إلى ماذا، وهو صاحب التفاسير الثلاثة: البسيط، والوسيط والوجيز. قال: ومنه أخذ الغزالي أسماء كتبه. قال: وله أسباب النزول، والتحبير في شرح الأسماء الحسنى، وقد شرح ديوان المتنبي، وليس في شروحه مع كثرتها مثله. قال: وقد رزق السعادة في تصانيفه، وأجمع الناس على حسنها وذكرها المدرسون في دروسهم، وقد أخذ التفسير عن الثعالبي، وقد مرض مدة، ثم كانت وفاته بنيسابور في جمادى الآخرة منها

[ناصر بن محمد]

ابن على أبو منصور التركي الصافرى، وهو والد الحافظ محمد بن ناصر، قرأ القرآن، وسمع الكثير، وهو الّذي تولى قراءة التاريخ على الخطيب بجامع المنصور، وكان ظريفا صبيحا، مات شابا دون الثلاثين سنة في ذي القعدة منها، وقد رثاه بعضهم بقصيدة طويلة أوردها كلها في المنتظم ابن الجوزي.

[يوسف بن محمد بن الحسن]

أبو القاسم الهمدانيّ، سمع وجمع وصنف وانتشرت عنه الرواية، توفى في هذه السنة وقد قارب التسعين.

[ثم دخلت سنة تسع وستين وأربعمائة]

فيها كان ابتداء عمارة قلعة دمشق، وذلك أن الملك المعظم أتسز بن أوف الخوارزمي لما انتزع دمشق من أيدي العبيديين في السنة الماضية، شرع في بناء هذا الحصن المنيع بدمشق في هذه السنة وكان في مكان القلعة اليوم أحد أبواب البلد، باب يعرف بباب الحديد، وهو الباب المقابل لدار رضوان منها اليوم، داخل البركة البرانية منها، وقد ارتفع بعض أبرجتها فلم يتكامل حتى انتزع ملك البلد منه الملك المظفر تاج الملوك تنش بن ألب أرسلان السلجوقي، فأكملها وأحسن عمارتها، وابتنى بها دار رضوان للملك، واستمرت على ذلك البناء في أيام نور الدين محمود بن زنكي، فلما كان الملك صلاح الدين بن يوسف بن أيوب جدد فيها شيئا، وابتنى له نائبة ابن مقدم فيها دارا هائلة للمملكة، ثم إن الملك العادل أخا صلاح الدين، اقتسم هو وأولاده أبرجتها، فبنى كل ملك منهم برجا منها جدده وعلاه وأطده وأكده. ثم جدد الملك الظاهر بيبرس منها البرج الغربي القبلي،

<<  <  ج: ص:  >  >>