العيارين ببغداد، ونهبوا الدور نهارا جهارا، ولم يستطع الشرط دفع ذلك. وحج بالناس في هذه السنة الخادم.
[وممن توفى فيها من الأعيان]
[الخليفة المستظهر]
كما تقدم. ثم توفيت بعده جدته أم أبيه المقتدى.
[أرجوان الأرمنية]
وتدعى قرة العين، كان لها بر كثير، ومعروف، وقد حجت ثلاث حجات، وأدركت خلافة ابنها المقتدى، وخلافة ابنه المستظهر، وخلافة ابنه المسترشد، ورأت للمسترشد ولدا.
[بكر بن محمد بن على]
ابن الفضل أبو الفضل الأنصاري، روى الحديث، وكان يضرب به المثل في مذهب أبى حنيفة، وتفقه على عبد العزيز بن محمد الحلواني، وكان يذكر الدروس من أي موضع سئل من غير مطالعة ولا مراجعة، وربما كان في ابتداء طلبه يكرر المسألة أربعمائة مرة. توفى في شعبان منها.
[الحسين بن محمد بن عبد الوهاب]
الزينبي، قرأ القرآن، وسمع الحديث، وتفقه على ابى عبد الله الدامغانيّ، فبرع وأفتى ودرس بمشهد أبى حنيفة، ونظر في أوقافها، وانتهت إليه رياسة مذهب أبى حنيفة، ولقب نور الهدى، وسار في الرسلية إلى الملوك، وولى نقابة الطالببين والعباسيين، ثم استعفى بعد شهور فتولاها أخوه طراد. توفى يوم الاثنين الحادي عشر من صفر، وله من العمر ثنتان وتسعون سنة، وصلى عليه ابنه أبو القاسم على، وحضرت جنازته الأعيان والعلماء، ودفن عند قبر أبى حنيفة داخل القبة.
[يوسف بن أحمد أبو طاهر]
ويعرف بابن الجزري، صاحب المخزن في أيام المستظهر، وكان لا يتوفى المسترشد حقه من التعظيم وهو ولى العهد، فلما صارت إليه الخلافة صادره بمائة ألف دينار، ثم استقر غلاما له فأومأ إلى بيت فوجد فيه أربعمائة ألف دينار، فأخذها الخليفة ثم كانت وفاته بعد هذا بقليل بهذا العام.
[أبو الفضل بن الخازن]
كان أديبا لطيفا شاعرا فاضلا فمن شعره قوله:
وافيت منزله فلم أر صاحبا … إلا تلقاني بوجه ضاحك
والبشر في وجه الغلام نتيجة … لمقدمات ضياء وجه المالك