السلطان العادل أخو صلاح الدين تشفع فيه لما أقره في مكان أبيه، ولكن سلم الله، توفى يوم الجمعة تاسع عشر رمضان من هذه السنة، وكان شجاعا فاتكا.
[الأمير حسام الدين محمد بن عمر بن لاشين]
أمه ست الشام بنت أيوب، واقفة الشاميتين بدمشق، توفى ليلة الجمعة تاسع عشر رمضان أيضا ففجع السلطان بابن أخيه وابن أخته في ليلة واحدة، وقد كانا من أكبر أعوانه، ودفن بالتربة الحسامية، وهي التي أنشأتها أمه بمحلة العونية، وهي الشامية البرانية.
[الأمير علم الدين سليمان بن حيدر الحلبي]
كان من أكابر الدولة الصلاحية، وفي خدمة السلطان حيث كان، وهو الّذي أشار على السلطان بتخريب عسقلان، واتفق مرضه بالقدس فاستأذن في أن يمرض بدمشق، فأذن له، فسار منها فلما وصل إلى غباغب مات بها في أواخر ذي الحجة. وفي رجب منها توفى الأمير الكبير نائب دمشق.
[الصفي بن الفائض]
وكان من أكبر أصحاب السلطان قبل الملك، ثم استنابه على دمشق حتى توفى بها في هذه السنة.
وفي ربيع الأول توفى
[الطبيب الماهر أسعد بن المطران]
وقد شرف بالإسلام، وشكره على طبه الخاص والعام.
[الجيوشاتى الشيخ نجم الدين]
الّذي بنى تربة الشافعيّ بمصر بأمر السلطان صلاح الدين، ووقف عليها أوقافا سنية، وولاه تدريسها ونظرها، وقد كان السلطان يحترمه ويكرمه، وقد ذكرته في طبقات الشافعية، وما صنفه في المذهب من شرح الوسيط وغيره، ولما توفى الجيوشاتى طلب التدريس جماعة فشفع الملك العادل عند أخيه في شيخ الشيوخ أبى الحسن محمد بن حمويه، فولاه إياه، ثم عزله عنها بعد موت السلطان، واستمرت عليه أيدي بنى السلطان واحدا بعد واحد، ثم عادت إليها الفقهاء والمدرسون بعد ذلك.
[ثم دخلت سنة ثمان وثمانين وخمسمائة]
استهلت والسلطان صلاح الدين مخيم بالقدس، وقد قسم السور بين أولاده وأمرائه، وهو يعمل فيه بنفسه، ويحمل الحجر بين القربوسيين وبينه، والناس يقتدون بهم، والفقهاء والقراء يعملون، والفرنج لعنهم الله حول البلد من ناحية عسقلان وما والاها، لا يتجاسرون أن يقربوا البلد من الحرس واليزك الذين حول القدس، إلا أنهم على نية محاصرة القدس مصممون، ولكيد الإسلام مجمعون، وهم والحرس تارة يغلبون وتارة يغلبون، وتارة ينهبون وتارة ينهبون. وفي ربيع الآخر