﵀، وقد أجازنى فيمن أجاز من مشايخ بغداد ولله الحمد.
[قاضى القضاة شمس الدين ابن الحريري]
أبو عبد الله محمد بن صفى الدين أبى عمرو عثمان بن أبى الحسن عبد الوهاب الأنصاري الحنفي، ولد سنة ثلاث وخمسين، وسمع الحديث واشتغل وقرأ الهداية، وكان فقيها جيدا، ودرس بأماكن كثيرة بدمشق، ثم ولى القضاء بها، ثم خطب إلى قضاء الديار المصرية فاستمر بها مدة طويلة محفوظ العرض، لا يقبل من أحد هدية ولا تأخذه في الحكم لومة لائم، وكان يقول إن لم يكن ابن تيمية شيخ الإسلام فمن؟ وقال لبعض أصحابه: أتحب الشيخ تقى الدين؟ قال: نعم، قال: والله لقد أحببت شيئا مليحا. توفى ﵀ يوم السبت رابع جمادى الآخرة ودفن بالقرافة، وكان قد عين لمنصبه القاضي برهان الدين بن عبد الحق فنفذت وصيته بذلك، وأرسل إليه إلى دمشق فأحضر فباشر الحكم بعده وجميع جهاته.
[الشيخ الامام العالم المقري]
شهاب الدين أبو العباس أحمد بن الشيخ الامام تقى الدين محمد بن جبارة بن عبد الولي بن جبارة المقدسي المرداوي الحنبلي، شارح الشاطبية، ولد سنة تسع وأربعين وستمائة، وسمع الكثير وعنى بفن القراءات فبرز فيه، وانتفع الناس به، وقد أقام بمصر مدة واشتغل بها على الفزاري في أصول الفقه، وتوفى بالقدس رابع رجب ﵀، كان يعد من الصلحاء الأخيار، سمع عن خطيب مردا وغيره
[ابن العاقولي البغدادي]
الشيخ الامام العلامة جمال الدين أبو محمد عبد الله بن محمد بن على بن حماد بن تائب الواسطي العاقولي ثم البغدادي الشافعيّ، مدرس المستنصرية مدة طويلة نحوا من أربعين سنة، وباشر نظر الأوقاف وعين لقضاء القضاة في وقت. ولد ليلة الأحد عاشر رجب سنة ثمان وثلاثين وستمائة، وسمع الحديث وبرع واشتغل وأفتى من سنة سبع وخمسين إلى أن مات، وذلك مدة إحدى وسبعين سنة، وهذا شيء غريب جدا، وكان قوى النفس له وجاهة في الدولة، فكم كشف كربة عن الناس بسعيه وقصده، توفى ليلة الأربعاء رابع عشرين شوال، وقد جاوز التسعين سنة، ودفن بداره، وكان قد وقفها على شيخ وعشرة صبيان يسمعون القرآن ويحفظونه، ووقف عليها أملاكه كلها.
تقبل الله منه ورحمه، ودرس بعده بالمستنصرية قاضى القضاة قطب الدين.
[الشيخ الصالح العالم العابد التاجر البار]
شمس الدين محمد بن داود بن محمد بن ساب، السلامي البغدادي، أحد ذوى اليسار، وله برّ تام بأهل العلم، ولا سيما أصحاب الشيخ تقى الدين، وقد وقف كتبا كثيرة، وحج مرات، وتوفى ليلة الأحد رابع عشرين ذي القعدة بعد وفاة الشيخ تقى الدين بأربعة أيام، وصلى عليه بعد صلاة الجمعة ودفن