للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[الشيخ تاج الدين الفزاري]

عبد الرحمن بن سباع بن ضياء الدين أبو محمد الفزاري، الامام العلامة العالم، شيخ الشافعية في زمانه، حاز قصب السبق دون أقرانه، وهو والد شيخنا العلامة برهان الدين. كان مولد الشيخ تاج الدين في سنة ثلاثين وستمائة، وتوفى ضحى الاثنين خامس جمادى الآخرة، بالمدرسة البادرائية وصلى عليه بعد الظهر بالاموى، تقدم للصلاة عليه قاضى القضاة شهاب الدين بن الخوبى، ثم صلى عليه عند جامع جراح الشيخ زين الدين الفارقيّ، ودفن عند والده بباب الصغير، وكان يوما شديد الزحام. وقد كان ممن اجتمع فيه فنون كثيرة من العلوم النافعة، والأخلاق اللطيفة، وفصاحة المنطق، وحسن التصنيف، وعلو الهمة، وفقه النفس، وكتابه الإقليد الّذي جمع على أبواب التنبيه وصل فيه إلى باب الغصب، دليل على فقه نفسه وعلو قدره، وقوة همته ونفوذ نظره، واتصافه بالاجتهاد الصحيح في غالب ما سطره، وقد انتفع به الناس، وهو شيخ أكابر مشايخنا هو ومحيي الدين النووي، وله اختصار الموضوعات لابن الجوزي، وهو عندي بخطه، وقد سمع الحديث الكثير وحضر عند ابن الزبيدي صحيح البخاري، وسمع من ابن الليثي وابن الصلاح واشتغل عليه، وعلى ابن عبد السلام وانتفع بهما، وخرج له الحافظ علم الدين البرزالي أحد تلاميذه مشيخة في عشرة أجزاء عن مائة شيخ فسمعها عليه الأعيان: وله شعر جيد فمنه:

لله أيام جمع الشمل ما برحت … بها الحوادث حتى أصبحت سمرا

ومبتدأ الحزن من تاريخ مسألتى … عنكم، فلم ألق لا عينا ولا أثرا

يا راحلين قدرتم فالنجاة لكم … ونحن للعجز لا نستعجز القدرا

وقد ولى الدرس بعده بالبادرائية والحلقة والفتيا بالجامع ولده شيخنا برهان الدين، فمشى على طريقة والده وهديه وسمته .

[وفي ثالث شعبان توفى الطبيب الماهر عز الدين إبراهيم بن محمد بن طرخان]

السويدى الأنصاري، ودفن بالسفح عن تسعين سنة، وروى شيئا من الحديث، وفاق أهل زمانه في صناعة الطب، وصنف كتبا في ذلك، وكان يرمى بقلة الدين وترك الصلوات وانحلال في العقيدة، وإنكار أمور كثيرة مما يتعلق باليوم الآخر، والله يحكم فيه وفي أمثاله بأمره العدل الّذي لا يجور ولا يظلم. وفي شعره ما يدل على قلة عقله ودينه وعدم إيمانه، واعتراضه على تحريم الخمر، وأنه قد طال رمضان عليه في تركها وغير ذلك.

[الشيخ الامام العلامة]

علاء الدين أبو الحسن على بن الامام العلامة كمال الدين عبد الواحد بن عبد الكريم بن

<<  <  ج: ص:  >  >>