الحاذق، له مصنفات في فنه وكان حظيا عند الحجاج، مات في حدود سنة تسعين بواسط.
[وفيها توفى عبد الرحمن بن المسور بن مخرمة]
وأبو العالية الرياحي وسنان بن سلمة بن المحبّق أحد الشجعان المذكورين، أسلم يوم الفتح، وتولى غزو الهند، وطال عمره. وتوفى في هذه السنة محمد بن يوسف الثقفي أخو الحجاج، وكان أميرا على اليمن، وكان يلعن عليا على المنابر، قيل إنه أمر حجر المنذري أن يلعن عليا فقال: بل لعن الله من يلعن عليا، ولعنة الله على من لعنه الله. وقيل إنه ورى في لعنه فالله أعلم.
[خالد بن يزيد بن معاوية]
أبو هاشم الأموي الدمشقيّ، وكانت داره بدمشق تلى دار الحجارة، وكان عالما شاعرا، وينسب إليه شيء من علم الكيمياء، وكان يعرف شيئا من علوم الطبيعة، روى عن أبيه ودحية الكلبي وعنه الزهري وغيره، قال الزهري: كان خالد يصوم الأعياد كلها الجمعة والسبت والأحد - يعنى يوم الجمعة وهو عيد المسلمين، ويوم السبت وهو عيد اليهود، والأحد للنصارى - وقال أبو زرعة الدمشقيّ: كان هو وأخوه معاوية من خيار القوم، وقد ذكر للخلافة بعد أخيه معاوية بن يزيد، وكان ولى العهد من بعد مروان فلم يلتئم له الأمر، وكان مروان زوج أمه، ومن كلامه: أقرب شيء الأجل، وأبعد شيء الأمل، وأرجى شيء العمل، وقد امتدحه بعض الشعراء فقال:
فقلت ومن مولا كما فتطاولا … على وقالا خالد بن يزيد
[قال: فأمر له بمائة ألف. قلت: وقد رأيتهما قد أنشدا في خالد بن الوليد ﵁. فقال:
وقالا خالد بن وليد. والله أعلم. وخالد بن يزيد هذا كان أميرا على حمص، وهو الّذي بنى جامع حمص وكان له فيه أربعمائة عبد يعملون، فلما فرغ منه أعتقهم. وكان خالد يبغض الحجاج، وهو الّذي أشار على عبد الملك لما تزوج الحجاج بنت جعفر أن يرسل إليه فيطلقها ففعل. ولما مات مشى الوليد في جنازته وصلى عليه، وكان قد تجدد على خالد اصفرار وضعف، فسأله عبد الملك عن هذا فلم يخبره فما زال حتى أخبره أنه من حب رملة أخت مصعب بن الزبير، فأرسل عبد الملك يخطبها لخالد فقالت: حتى يطلق نساءه فطلقهن وتزوجها وأنشد فيها الشعر] (١) وكانت وفاته في هذا العام، وقيل في سنة أربع وثمانين وقد ذكر هناك، والصحيح الأول.
[عبد الله بن الزبير]
ابن سليم الأسدي الشاعر أبو كثير، ويقال أبو سعيد، وهو مشهور، وفد على عبد الله بن