العادل وولده المعظم. وفيها عزل الوزير ابن شكر واحتيط على أمواله ونفى إلى الشرق، وهو الّذي كان قد كتب إلى الديار المصرية بنفي الحافظ عبد الغنى منها بعد نفيه من الشام، فكتب أن ينفى إلى المغرب، فتوفى الحافظ عبد الغنى ﵀ قبل أن يصل الكتاب، وكتب الله ﷿ بنفي الوزير إلى الشرق محل الزلازل والفتن والشر، ونفاه عن الأرض المقدسة جزاء وفاقا. ولما استولى صاحب قبرص على مدينة أنطاكية حصل بسببه شر عظيم وتمكن من الغارات على بلاد المسلمين، لا سيما على التراكمين الذين حول أنطاكية، قتل منهم خلقا كثيرا وغنم من أغنامهم شيئا كثيرا، فقدر الله ﷿ أن أمكنهم منه في بعض الأودية فقتلوه وطافوا برأسه في تلك البلاد، ثم أرسلوا رأسه إلى الملك العادل إلى مصر فطيف به هنالك، وهو الّذي أغار على بلاد مصر من ثغر دمياط مرتين فقتل وسبى وعجز عنه الملوك.
[وفي ربيع الأول منها توفى الملك الأوحد. نجم الدين أيوب]
ابن العادل صاحب خلاط، يقال إنه كان قد سفك الدماء وأساء السيرة فقصف الله عمره، ووليها بعده أخوه الملك الأشرف موسى، وكان محمود السيرة جيد السريرة فأحسن إلى أهلها فأحبوه كثيرا.
[وفيها توفى من الأعيان.]
[فقيه الحرم الشريف بمكة]
محمد بن إسماعيل بن أبى الصيف اليمنى، وأبو إسحاق إبراهيم بن محمد بن أبى بكر القفصى المقري المحدث، كتب كثيرا وسمع الكثير ودفن بمقابر الصوفية.
[أبو الفتح محمد بن سعد بن محمد الديباجي]
من أهل مرو، له كتاب المحصل في شرح المفصل للزمخشري في النحو. كان ثقة عالما سمع الحديث توفى فيها عن ثنتين وتسعين سنة.
[الشيخ الصالح الزاهد العابد]
أبو البقاء محمود بن عثمان بن مكارم النعالى الحنبلي، كان له عبادات ومجاهدات وسياحات، وبنى رباطا بباب الأزج يأوى إليه أهل العلم من المقادسة وغيرهم، وكان يؤثرهم ويحسن إليهم، وقد سمع الحديث وقرأ القرآن، وكان يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر. توفى وقد جاوز الثمانين.
[ثم دخلت سنة عشر وستمائة]
فيها أمر العادل أيام الجمع بوضع سلاسل على أفواه الطرق إلى الجامع لئلا تصل الخيول إلى قريب الجامع صيانة للمسلمين عن الأذى بهم، ولئلا يضيقوا على المارين إلى الصلاة. وفيها ولد الملك