للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

لا تكحلن العين بعدي إثمدا … سلمى ولا تدين للإتيان (١)

ولقد علمت أبا كبيشة أننى … وسط الأعزة لا يحص لساني

فلئن هلكت لتفقدنّ أخاكم … ولئن بقيت ليعرفن مكاني

ولقد جمعت أجل ما جمع الفتى … من جودة وشجاعة وبيان

قال فلما أجمعت الروم على صلبه على ماء لهم يقال له عفري بفلسطين. قال:

ألا هل أتى سلمى بان حليلها … على ماء عفري فوق احدى الرواحل

على ناقة لم يضرب الفحل أمها … يشدّ به (٢) أطرافها بالمناجل

قال وزعم الزهري أنهم لما قدموه ليقتلوه قال:

بلّغ سراة المسلمين بأنني … سلم لربي أعظمى ومقامي

قال ثم ضربوا عنقه وصلبوه على ذلك الماء ورضى عنه وأرضاه وجعل الجنة مثواه.

قدوم تميم الداريّ على رسول الله وإخباره إياه بأمر الجساسة وما سمع من الدجال في خروج النبي وإيمان من آمن به

أخبرنا أبو عبد الله سهل بن محمد بن نصرويه المروزي بنيسابور أنبأنا أبو بكر محمد بن احمد ابن الحسن القاضي أنبأنا أبو سهل احمد بن محمد بن زياد القطان حدثنا يحيى بن جعفر بن الزبير أنبأنا وهب بن جرير حدثنا أبى سمعت غيلان بن جرير يحدث عن الشعبي عن فاطمة بنت قيس.

قالت: قدم على رسول الله تميم الداريّ فأخبر رسول الله أنه ركب البحر فتاهت به سفينته فسقطوا إلى جزيرة فخرجوا اليها يلتمسون الماء فلقى إنسانا يجر شعره فقال له من أنت؟ قال أنا الجساسة قالوا فأخبرنا قال لا أخبركم ولكن عليكم بهذه الجزيرة، فدخلناها فإذا رجل مقيد فقال من أنتم؟ قلنا ناس من العرب قال ما فعل هذا النبي الّذي خرج فيكم؟ قلنا: قد آمن به الناس واتبعوه وصدقوه.

قال: ذلك خير لهم قال أفلا تخبرونى عن عين زعر ما فعلت؟ فأخبرناه عنها فوثب وثبة كاد أن يخرج من وراء الجدار ثم قال ما فعل نخل بيسان هل اطعم بعد فأخبرناه أنه قد أطعم فوثب مثلها ثم قال أما لو قد أذن لي في الخروج لوطئت البلاد كلها غير طيبة. قالت: فأخرجه رسول الله فحدث الناس فقال هذه طيبة وذاك الدجال. وقد روى هذا الحديث الامام احمد ومسلم وأهل السنن من طرق عن عامر بن شراحيل الشعبي عن فاطمة بنت قيس وقد أورد له الامام احمد شاهدا من رواية أبى هريرة وعائشة أم المؤمنين وسيأتي هذا الحديث بطرقه وألفاظه في كتاب الفتن. وذكر الواقدي وفد الدارس من لخم وكانوا عشرة.


(١) كذا في الحلبية وابن هشام وفي المصرية يد منّ للاتيكانى.
(٢) في ابن هشام مشذبة.

<<  <  ج: ص:  >  >>