ومحتجب بين الأسنة معرض … وفي القلب من أعراضه مثل حجبه
أغار إذا آنست في الحي أنة … حذارا وخوفا أن تكون لحبه
توفى في رمضان منها عن سبع وتسعين سنة بدمشق.
[ثم دخلت سنة ثمان عشرة وخمسمائة]
فيها ظهرت الباطنية بآمد فقاتلهم أهلها فقتلوا منهم سبعمائة. وفيها ردت شحنكية بغداد إلى سعد الدولة يرنقش الزكوى وسلم إليه منصور بن صدقة أخو دبيس ليسلمه إلى دار الخلافة، وورد الخبر بأن دبيسا قد التجأ إلى طغرلبك وقد اتفقا على أخذ بغداد، فأخذ الناس بالتأهب إلى قتالهما، وأمر آقسنقر بالعود إلى الموصل، فاستناب على البصرة عماد الدين زنكي بن آقسنقر. وفي ربيع الأول دخل الملك حسام تمرتاش بن إيلغازي بن أرتق صاحب حلب، وقد ملكها بعد ملكها بلك بن بهرام، وكان قد حاصر قلعة منبج فجاءه سهم في حلقه فمات، فاستناب تمرتاش بحلب، ثم عاد إلى ماردين فأخذت منه بعد ذلك، أخذها آقسنقر مضافة إلى الموصل، وفيها أرسل الخليفة القاضي أبا سعد الهروي ليخطب له ابنة السلطان سنجر، وشرع الخليفة في بناء دار على حافة دجلة لأجل العروس. وحج بالناس جمال الدولة إقبال المسترشدي.
[وممن توفى فيها من الأعيان]
[أحمد بن على بن برهان]
أبو الفتح، ويعرف بابن الحمامي، تفقه على أبى الوفاء بن عقيل، وبرع في مذهب الامام أحمد، ثم نقم عليه أصحابه أشياء، فحمله ذلك على الانتقال إلى مذهب الشافعيّ، فاشتغل على الغزالي والشاشي، وبرع وساد وشهد عند الزينبي فقبله، ودرس في النظامية شهرا. توفى في جمادى ودفن بباب أبرز.
[عبد الله بن محمد بن جعفر]
أبو على الدامغانيّ، سمع الحديث وشهد عند أبيه وناب في الكرخ عن أخيه، ثم ترك ذلك كله، وولى حجابة باب النوبي، ثم عزل ثم أعيد. توفى في جمادى.
[أحمد بن محمد]
ابن إبراهيم أبو الفضل الميداني، صاحب كتاب الأمثال، ليس له مثله في بابه، له شعر جيد، توفى يوم الأربعاء الخامس والعشرين من رمضان والله سبحانه أعلم.
[ثم دخلت سنة تسع عشرة وخمسمائة]
فيها قصد دبيس والسلطان طغرل بغداد ليأخذاها من يد الخليفة، فلما اقتربا منها برز إليهما الخليفة في جحفل عظيم، والناس مشاة بين يديه إلى أول منزلة، ثم ركب الناس بعد ذلك، فلما أمست الليلة التي يقتتلون في صبيحتها، ومن عزمهم أن ينهبوا بغداد، أرسل الله مطرا عظيما،