للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

منصور: ويحك أنت تدور في الأسواق وتنشد الأشعار وأخوك من قد عرفت؟ فأنشأ يقول في جواب ذلك بيتين مواليا من شعره على البديهة:

قد خاب من شبه الجزعة إلى درة … وقاس قحبة إلى مستحيية حره

أنا مغنى وأخى زاهد إلى مرة … في الدر ببرى ذي حلوة وذي مره

وقد جرى عنده مرة ذكر قتل عثمان وعلى حاضر، فأنشأ يقول كان وكان، ومن قتل في جواره مثل ابن عفان فاعتذر، يجب عليه أن يقبل في الشام عذر يزيد، فأرادت الروافض قتله فاتفق أنه بعض الليالي يسحر الناس في رمضان إذ مر بدار الخليفة فعطس الخليفة في الطارقة فشمته أبو منصور هذا من الطريق، فأرسل إليه مائة دينار، ورسم بحمايته من الروافض، إلى أن مات في هذه السنة . وفيها توفى مسند الشام.

[أبو طاهر بركات بن إبراهيم بن طاهر]

الخشوعي، شارك ابن عساكر في كثير من مشيخته، وطالت حياته بعد وفاته بسبع وعشرين سنة فألحق فيها الأحفاد بالأجداد.

[ثم دخلت سنة ثمان وتسعين وخمسمائة]

فيها شرع الشيخ أبو عمر محمد بن قدامة باني المدرسة بسفح قائسون، في بناء المسجد الجامع بالسفح، فاتفق عليه رجل يقال له الشيخ أبو داود محاسن الغامى، حتى بلغ البناء مقدار قامة فنفد ما عنده، وما كان معه من المال، فأرسل الملك المظفر كوكرى بن زين الدين صاحب إربل مالا جزيلا ليتمه به، فكمل وأرسل ألف دينار ليساق بها إليه الماء من بردي، فلم يمكن من ذلك الملك المعظم صاحب دمشق، واعتذر بأن هذا فرش قبور كثيرة للمسلمين، فصنع له بئر وبغل يدور، ووقف عليه وقفا لذلك. وفيها كانت حروب كثيرة وخطوب طويلة بين الخوارزمية والغورية ببلاد المشرق بسطها ابن الأثير واختصرها ابن كثير. وفيها درس بالنظاميّة مجد الدين يحيى بن الربيع وخلع عليه خلعة سنية سوداء وطرحة كحلى، وحضر عنده العلماء والأعيان. وفيها تولى القضاء ببغداد أبو الحسن على بن سليمان الجيلي وخلع عليه أيضا.

[وفيها توفى من الأعيان]

[القاضي ابن الزكي]

محمد بن على بن محمد بن يحيى بن عبد العزيز أبو المعالي القرشي، محيي الدين قاضى قضاة دمشق وكل منهما كان قاضيا أبوه وجده وأبو جده يحيى بن على، وهو أول من ولى الحكم بدمشق منهم، وكان هو جد الحافظ أبى القاسم بن عساكر لأمه، وقد ترجمه ابن عساكر في التاريخ ولم يزد على القرشي.

قال الشيخ أبو شامة: ولو كان أمويا عثمانيا كما يزعمون لذكر ذلك ابن عساكر، إذ كان فيه شرف لجده

<<  <  ج: ص:  >  >>