ويقال الثعلبي أيضا - وهو لقب أيضا وليس - بنسبة، النيسابورىّ المفسر المشهور، له التفسير الكبير، وله كتاب العرايس في قصص الأنبياء ﵈، وغير ذلك، وكان كثير الحديث واسع السماع، ولهذا يوجد في كتبه من الغرائب شيء كثير، ذكره عبد الغافر بن إسماعيل الفارسي في تاريخ نيسابور، وأثنى عليه، وقال: هو صحيح النقل موثوق به، توفى في سنة سبع وعشرين وأربعمائة، وقال غيره: توفى يوم الأربعاء لسبع بقين من المحرم منها، ورئيت له منامات صالحة ﵀. وقال السمعاني: ونيسابور كانت مغصبة فأمر سابور الثاني ببنائها مدينة.
[ثم دخلت سنة ثمان وعشرين وثلاثمائة]
فيها خلع الخليفة على أبى تمام محمد بن محمد بن على الزينبي، وقلده ما كان إلى أبيه من نقابة العباسيين والصلاة. وفيها وقعت الفرقة بين الجند وبين جلال الدولة وقطعوا خطبته وخطبة الملك أبى كاليجار، ثم أعادوا الخطبة، واستوزر أبا المعالي بن عبد الرحيم، وكان جلال الدولة قد جمع خلقا كثيرا معه، منهم البساسيري، ودبيس بن على بن مرثد، وقرواش بن مقلد، ونازل بغداد من جانبها الغربي حتى أخذها قهرا، واصطلح هو وأبو كاليجار نائب جلال الدولة على يدي قاضى القضاة الماوردي، وتزوج أبو منصور بن أبى كاليجار بابنة جلال الدولة على صداق خمسين ألف دينار واتفقت كلمتهما وحسن حال الرعية. وفيها نزل مطر ببلاد قم الصلح ومعه سمك وزن السمكة رطل ورطلان، وفيها بعث ملك مصر بمال لإصلاح نهر بالكوفة إن أذن الخليفة العباسي في ذلك، فجمع الخليفة الفقهاء وسألهم عن هذا المال فأفتوا بأن هذا المال فيء للمسلمين، يصرف في مصالحهم.
فأذن في صرفه في مصالح المسلمين. وفيها ثار العيارون ببغداد وفتحوا السجن بالجانب الشرقي، وأخذوا منه رجالا وقتلوا من رجال الشرط سبعة عشر رجلا، وانتشرت الشرور في البلد جدا. ولم يحج أحد من أهل العراق وخراسان لاختلاف الكلمة.
[وممن توفى فيها من الأعيان]
[القدوري أحمد بن محمد]
ابن أحمد بن جعفر، أبو الحسن القدوري الحنفي البغدادي، سمع الحديث ولم يحدث إلا بشيء يسير. قال الخطيب: كتبت عنه. وقد تقدمت وفاته، ودفن بداره في درب خلف.
[الحسن بن شهاب]
ابن الحسن بن على، أبو على العكبريّ، الفقيه الحنبلي الشاعر، ولد سنة خمس وثلاثين وثلاثمائة