وابن عساكر مطولا. وهذا ملخص منه. وفيه ذكر الحديث المرفوع وهو منكر جدا. وذكر ابن عساكر أن الطبيب دخل عليه فأخذ بيده فأنشأ يقول عند ذلك:
انظر إلى ضعف الحراك … وذله بعد السكون
ينبيك أن بيانه … هذا مقدمة المنون
فقال له الطبيب: أنت صالح. فأنشأ يقول:
يبشرني بأني ذو صلاح … يبين له وبى داء دفين
لقد أيقنت أنى غير باق … ولا شك إذا وضح اليقين
قال بعض أهل العلم: كان آخر ما تكلم به السفاح: الملك لله الحي القيوم، ملك الملوك، وجبار الجبابرة. وكان نقش خاتمة الله ثقة عبد الله. وكان موته بالجدري في يوم الأحد الثالث عشر من ذي الحجة سنة ست وثلاثين ومائة بالأنبار العتيقة، عن ثلاث وثلاثين سنة. وكانت خلافته أربع سنين وتسعة أشهر على أشهر الأقوال. وصلى عليه عمه عيسى بن على. ودفن في قصر الامارة من الأنبار. وترك تسع جبات وأربعة أقمصة وخمس سراويلات وأربعة طيالسة وثلاثة مطارف خز. وقد ترجمه ابن عساكر فذكر بعض ما أوردناه والله أعلم.
وممن توفى فيها من الأعيان السفاح كما تقدم، وأشعث بن سوار، وجعفر بن أبى ربيعة، وحصين ابن عبد الرحمن، وربيعة الراعي، وزيد بن أسلم، وعبد الملك بن عمير، وعبد الله بن أبى جعفر، وعطاء بن السائب. وقد ذكرنا تراجمهم في التكميل ولله الحمد.
[خلافة أبى جعفر المنصور]
واسمه عبد الله بن محمد بن على بن عبد الله بن عباس قد تقدم أنه لما مات السفاح كان في الحجاز فبلغه موته وهو بذات عرق راجعا من الحج، وكان معه أبو مسلم الخراساني، فعجل السير وعزاه أبو مسلم في أخيه، فبكى المنصور عند ذلك، فقال له:
أتبكي وقد جاءتك الخلافة؟ أنا أكفيكها إن شاء الله. فسرى عنه، وأمر زياد بن عبيد الله أن يرجع إلى مكة واليا عليها، وكان السفاح قد عزلها عنها بالعباس بن عبد الله بن معبد بن عباس فأقره عليها. والنواب على أعمالهم حتى انساخت هذه السنة، وقد كان عبد الله بن على قدم على بن أخيه السفاح الأنبار فأمّره على الصائفة، فركب في جيوش عظيمة إلى بلاد الروم، فلما كان ببعض الطريق بلغه موت السفاح فكر راجعا إلى حران، ودعا إلى نفسه، وزعم أن السفاح كان عهد إليه حين بعثه إلى الشام أن يكون ولى العهد من بعده، فالتفت عليه جيوش عظيمة، وكان من أمره ما سنذكره في السنة الآتية إن شاء الله تعالى.
[ثم دخلت سنة سبع وثلاثين ومائة]
[ذكر خروج عبد الله بن على بن عبد الله بن عباس على ابن أخيه المنصور]
لما رجع أبو جعفر المنصور من الحج بعد موت أخيه السفاح، دخل الكوفة فخطب بأهلها يوم