نلت ما تسعى من الدين والدنيا … فتيها على الملوك وفخرا
قد جمعت المجدين أصلا وفرعا … وملكت الدارين دنيا وأخرى
ومما وقع في هذه السنة من الحوادث غزوة عظيمة بين صاحب غزنة شهاب الدين ملكها السبكتكيني وبين ملك الهند وأصحابه الذين كانوا قد كسروه في سنة ثلاث وثمانين، فأظفره الله بهم هذه السنة، فكسرهم وقتل خلقا منهم وأسر خلقا، وكان من جملة من أسره ملكهم الأعظم، وثمانية عشر فيلا، من جملتها الّذي كان جرحه، ثم أحضر الملك بين يديه فأهانه ولم يكرمه، واستحوذ على حصنه وأخبر بما فيه من كل جليل وحقير، ثم قتله بعد ذلك، وعاد إلى غزنة مؤيدا منصورا، مسرورا محبورا.
وفيها اتهم أمير الحج ببغداد وهو طاشتكين، وقد كان على إمرة الحج من مدة عشرين سنة، وكان في غاية حسن السيرة، واتهم بأنه يكاتب صلاح الدين بن أيوب في أخذ بغداد، فإنه ليس بينه وبينها أحد يمانعه عنها، وقد كان مكذوبا عليه، ومع هذا أهين وحبس وصودر.
[فصل وممن توفى فيها من الأعيان]
القاضي شمس الدين.
[محمد بن محمد بن موسى]
المعروف بابن الفراش، كان قاضى العساكر بدمشق، ويرسله السلطان إلى ملوك الآفاق، ومات بملطية.
[سيف الدين على بن أحمد المشطوب]
كان من أصحاب أسد الدين شيركوه، حضر معه الوقعات الثلاث بمصر، ثم صار من كبراء أمراء صلاح الدين، وهو الّذي كان نائبا على عكا لما أخذوها الفرنج، فأسروه في جملة من أسروا فافتدى نفسه بخمسين ألف دينار، وجاء إلى السلطان وهو بالقدس فأعطاه أكثرها، وولاه نابلس. توفى يوم الأحد ثالث وعشرين شوال بالقدس، ودفن في داره.
[صاحب بلاد الروم عز الدين قلج أرسلان بن مسعود]
ابن قلج أرسلان، وكان قد قسم جميع بلاده بين أولاده، طمعا في طاعتهم له، فخالفوه وتجبروا وعتوا عليه، وخفضوا قدره وارتفعوا، ولم يزل كذلك حتى توفى في عامه هذا. وفي ربيع الآخر توفى الشاعر أبو المرهف.