قيس الفهري، وكان صاحب أمره سرجون بن منصور الرومي. وكان معاوية أول من اتخذ ديوان الخاتم وختم الكتب] (١).
[فصل]
وممن ذكر أنه توفى في هذه السنة - أعنى سنة ستين - (صفوان بن المعطل) بن رخصة بن المؤمل ابن خزاعيّ أبو عمرو، وأول مشاهده المريسيع، وكان في الساقة يومئذ، وهو الّذي رماه أهل الافك بأم المؤمنين فبرأه الله وإياها مما قالوا، وكان من سادات المسلمين، وكان ينام نوما شديدا حتى كان ربما طلعت عليه الشمس وهو نائم لا يستيقظ، فقال له رسول الله ﷺ:«إذا استيقظت فصل» وقد قتل صفوان شهيدا.
أبو مسلم الخولانيّ
عبد بن ثوب الخولانيّ من خولان ببلاد اليمن. دعاه الأسود العنسيّ إلى أن يشهد أنه رسول الله فقال له: أتشهد أنى رسول الله؟ فقال: لا أسمع، أشهد أن محمدا رسول الله، فأجج له نارا وألقاه فيها فلم تضره، وأنجاه الله منها فكان يشبه بإبراهيم الخليل، ثم هاجر فوجد رسول الله ﷺ قد مات، فقدم على الصديق فأجلسه بينه وبين عمر وقال له عمر: الحمد لله الّذي لم يمتنى حتى أرى في أمة محمد من فعل به كما فعل بإبراهيم الخليل، وقبله بين عينيه، وكانت له أحوال ومكاشفات والله سبحانه أعلم. ويقال إنه توفى فيها النعمان بن بشير، والأظهر أنه مات بعد ذلك كما سيأتي إن شاء الله تعالى.
[إمارة يزيد بن معاوية وما جرى في أيامه من الحوادث والفتن]
بويع له بالخلافة بعد أبيه في رجب سنة ستين، وكان مولده سنة ست وعشرين، فكان يوم بويع ابن أربع وثلاثين سنة، فأقر ثواب أبيه على الأقاليم، لم يعزل أحدا منهم، وهذا من ذكائه.
قال هشام بن محمد الكلبي عن أبى مخنف لوط بن يحيى الكوفي الأخباري: ولى يزيد في هلال رجب سنة ستين، وأمير المدينة الوليد بن عتبة بن أبى سفيان، وأمير الكوفة النعمان بن بشير، وأمير البصرة عبد الله بن زياد، وأمير مكة عمرو بن سعيد بن العاص، ولم يكن ليزيد همة حين ولى إلا بيعة النفر الذين أبوا على معاوية البيعة ليزيد، فكتب إلى نائب المدينة الوليد بن عتبة: «بسم الله الرحمن الرحيم من يزيد أمير المؤمنين إلى الوليد بن عتبة، أما بعد فان معاوية كان عبدا من عباد الله أكرمه الله واستخلفه وخوّله ومكّن له، فعاش بقدر ومات بأجل، فرحمه الله، فقد عاش محمودا ومات برا تقيا والسلام.
وكتب إليه في صحيفة كأنها أذن الفأرة: أما بعد فخذ حسينا وعبد الله بن عمرو عبد الله بن