للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

خرج مع قومه من قريش الى حنين وهم على دينهم بعد، قال ونحن نريد إن كانت دائرة على محمد أن نغير عليه فلم يمكنا ذلك، فلما صار بالجعرانة فو الله إني لعلى ما أنا عليه إن شعرت إلاّ برسول الله فقال «أنضير؟» قلت لبيك، قال «هل لك الى خير مما أردت يوم حنين مما حال الله بينك وبينه؟» قال فأقبلت اليه سريعا فقال «قد آن لك أن تبصر ما كنت فيه توضع» قلت قد أدرى أن لو كان مع الله غيره لقد أغنى شيئا، وإني أشده أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، فقال رسول الله «اللهمّ زده ثباتا» قال النضير: فو الّذي بعثه بالحق لكأن قلبي حجر ثباتا في الدين، وتبصرة بالحق. فقال رسول الله «الحمد لله الّذي هداه»

[عمرة الجعرانة في ذي القعدة]

قال الامام أحمد ثنا بهز وعبد الصمد المعنى قالا: ثنا همام بن يحيى ثنا قتادة قال سألت أنس بن مالك قلت كم حج رسول الله ؟ قال: حجة واحدة، واعتمر أربع مرات. عمرته زمن الحديبيّة وعمرته في ذي القعدة من المدينة، وعمرته من الجعرانة في ذي القعدة، حيث قسم غنيمة حنين، وعمرته مع حجته. ورواه البخاري ومسلم وأبو داود والترمذي من طرق عن همام بن يحيى به. وقال الترمذي حسن صحيح. وقال الامام أحمد ثنا أبو النضر ثنا داود - يعنى العطار - عن عمرو عن عكرمة عن ابن عباس قال: اعتمر رسول الله أربع عمر، عمرة الحديبيّة، وعمرة القضاء، والثالثة من الجعرانة، والرابعة التي مع حجته. ورواه أبو داود والترمذي وابن ماجة من حديث داود ابن عبد الرحمن العطار المكيّ عن عمرو بن دينار به. وحسنه والترمذي. وقال الامام أحمد ثنا يحيى ابن زكريا بن أبى زائدة ثنا حجاج بن أرطاة عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده - عن عبد الله ابن عمرو بن العاص - قال: اعتمر رسول الله ثلاث عمر، كل ذلك في ذي القعدة يلبى حتى يستلم الجحر. غريب من هذا الوجه وهذه الثلاث عمر اللاتي وقعن في ذي القعدة ما عدا عمرته مع حجته فإنها وقعت في ذي الحجة مع الحجة وان أراد ابتداء الإحرام بهن في ذي القعدة فلعله لم يرد عمرة الحديبيّة لانه صد عنها ولم يفعلها والله أعلم.

قلت: وقد كان نافع ومولاه ابن عمر ينكران أن يكون رسول الله اعتمر من الجعرانة بالكلية وذلك فيما قال البخاري ثنا أبو النعمان ثنا حماد بن زيد عن أيوب عن نافع عن ابن عمر أن عمر بن الخطاب قال: يا رسول الله إنه كان عليّ اعتكاف يوم في الجاهلية فأمره أن يفى به، قال وأصاب عمر جاريتين من سبى حنين فوضعهما في بعض بيوت مكة، قال فمنّ رسول الله على سبى حنين فجعلوا يسعون في السكك، فقال عمر: يا عبد الله انظر ما هذا؟ قال منّ رسول الله على السبي، قال اذهب فأرسل الجاريتين. قال نافع ولم يعتمر رسول الله من الجعرانة ولو اعتمر لم يخف على

<<  <  ج: ص:  >  >>