قال الامام أحمد: حدثنا هاشم، ثنا المبارك عن الحسن عن أنس بن مالك قال: كان رسول الله ﷺ إذا خطب يوم الجمعة يسند ظهره إلى خشبة، فلما كثر الناس قال: ابنوا لي منبرا - أراد أن يسمعهم - فبنوا له عتبتين، فتحول من الخشبة إلى المنبر، قال: فأخبر أنس بن مالك أنه سمع الخشبة تحن حنين الواله، قال: فما زالت تحن حتى نزل رسول الله ﷺ عن المنبر، فمشى إليها فاحتضنها فسكنت * تفرد به أحمد، وقد رواه أبو القاسم البغوي عن شيبان بن فروخ عن مبارك بن فضالة عن الحسن عن أنس فذكره وزاد: فكان الحسن إذا حدث بهذا الحديث بكى ثم قال: يا عباد الله الخشبة تحن إلى رسول الله شوقا إليه لمكانه من الله، فأنتم أحق أن تشتاقوا إلى لقائه * وقد رواه الحافظ أبو نعيم من حديث الوليد بن مسلم عن سالم بن عبد الله الخياط عن أنس بن مالك فذكره.
[طريق أخرى عن أنس]
قال أبو نعيم: ثنا أبو بكر بن خلاد، ثنا الحارث بن محمد بن أبى أسامة، ثنا يعلى بن عباد، ثنا الحكم عن أنس قال: كان رسول الله ﷺ يخطب إلى جذع فحنّ الجذع فاحتضنه وقال: لو لم أحتضنه لحنّ إلى يوم القيامة *
[الحديث الثالث عن جابر بن عبد الله ﵄]
قال الامام أحمد: حدثنا وكيع، ثنا عبد الواحد بن أيمن عن أبيه عن جابر قال: كان رسول الله ﷺ يخطب إلى جذع نخلة قال: فقالت امرأة من الأنصار - وكان لها غلام نجار -: يا رسول الله إن لي غلاما نجارا أفآمره أن يتخذ لك منبرا تخطب عليه؟ قال: بلى، قال: فاتخذ له منبرا، قال:
فلما كان يوم الجمعة خطب على المنبر، قال: فأنّ الجذع الّذي كان يقوم عليه كما يئن الصبى، فقال النبي ﷺ: إن هذا بكى لما فقد من الذكر * هكذا رواه أحمد،
وقد قال البخاري: ثنا عبد الواحد ابن أيمن، قال: سمعت أبى عن جابر بن عبد الله: أن رسول الله ﷺ كان يقوم يوم الجمعة إلى شجرة أو نخلة، فقالت امرأة من الأنصار أو رجل: يا رسول الله ألا نجعل لك منبرا؟ قال: إن شئتم، فجعلوا له منبرا، فلما كان يوم الجمعة دفع إلى المنبر، فصاحت النخلة صياح الصبى، ثم نزل النبي ﷺ فضمه إليه يئن أنين الصبى، الّذي يسكن: قال: كانت تبكى على ما كانت تسمع من الذكر عندها * وقد ذكره البخاري في غير ما موضع من صحيحه من حديث عبد الواحد بن أيمن عن أبيه وهو أيمن الحبشي المكيّ مولى ابن أبى عمرة المخزومي عن جابر به.
[طريق أخرى عن جابر]
قال البخاري: ثنا إسماعيل، حدثني أخى عن سليمان بن بلال عن يحيى بن سعيد، حدثني