للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

من فعل بعمه ما فعل، قالوا: والله لئن أظفرنا الله بهم يوما من الدهر لنمثلن بهم مثلة لم يمثلها أحد من العرب. قال ابن إسحاق فحدثني بريدة بن سفيان بن فروة الأسلمي عن محمد بن كعب، وحدثني من لا أتهم عن ابن عباس أن الله أنزل في ذلك ﴿وَإِنْ عاقَبْتُمْ فَعاقِبُوا بِمِثْلِ ما عُوقِبْتُمْ بِهِ وَلَئِنْ صَبَرْتُمْ لَهُوَ خَيْرٌ لِلصّابِرِينَ﴾ الآية. قال: فعفا رسول الله وصبر ونهى عن المثلة. قلت: هذه الآية مكية وقصة أحد بعد الهجرة بثلاث سنين فكيف يلتئم هذا فالله أعلم. قال وحدثني حميد الطويل عن الحسن عن سمرة قال: ما قام رسول الله في مقام قط ففارقه حتى يأمر بالصدقة وينهى عن المثلة.

وقال ابن هشام: ولما وقف النبي على حمزة قال «لن أصاب بمثلك أبدا، وما وقفت قط موقفا أغيظ إليّ من هذا» ثم قال «جاءني جبريل فأخبرني أن حمزة مكتوب في السماوات السبع حمزة بن عبد المطلب أسد الله وأسد رسوله» قال ابن هشام: وكان حمزة وأبو سلمة بن عبد الأسد أخو رسول الله من الرضاعة أرضعتهم ثلاثتهم ثويبة مولاة أبى لهب

[ذكر الصلاة على حمزة وقتلى أحد]

وقال ابن إسحاق وحدثني من لا أتهم عن مقسم عن ابن عباس قال: «أمر رسول الله بحمزة فسجى ببردة ثم صلّى عليه فكبر سبع تكبيرات ثم أتى بالقتلى يوضعون الى حمزة فصلى عليهم وعليه معهم حتى صلّى عليه ثنتين وسبعين صلاة» وهذا غريب وسنده ضعيف. قال السهيليّ: ولم يقل به أحد من علماء الأمصار. وقد

قال الامام أحمد: حدثنا عفان حدثنا حماد حدثنا عطاء بن السائب عن الشعبي عن ابن مسعود قال: إن النساء كن يوم أحد خلف المسلمين يجهزن على جرحى المشركين فلو حلفت يومئذ رجوت أن أبرّ أنا ليس أحد منا يريد الدنيا حتى أنزل الله ﴿مِنْكُمْ مَنْ يُرِيدُ الدُّنْيا وَمِنْكُمْ مَنْ يُرِيدُ الْآخِرَةَ ثُمَّ صَرَفَكُمْ عَنْهُمْ لِيَبْتَلِيَكُمْ﴾ فلما خلف أصحاب رسول الله وعصوا ما أمروا به أفرد رسول الله في تسعة - سبعة من الأنصار واثنين من قريش وهو عاشرهم - فلما رهقوه قال: رحم الله رجلا ردّهم عنا … فلم يزل يقول ذا حتى قتل السبعة فقال رسول الله لصاحبيه: ما أنصفنا أصحابنا، فجاء أبو سفيان فقال: أعل هبل! فقال رسول الله : قولوا الله أعلى وأجلّ، فقالوا الله أعلى وأجل. فقال أبو سفيان: لنا العزّى ولا عزّى لكم، فقال رسول الله : قولوا الله مولانا ولا مولى لكم. ثم قال أبو سفيان: يوم بيوم بدر، يوم لنا ويوم علينا، ويوم نساء ويوم نسر، حنظلة بحنظلة، وفلان بفلان، فقال رسول الله : لا سواء، أما قتلانا فأحياء يرزقون وقتلاكم في النار يعذبون. قال أبو سفيان: قد كانت في القوم مثلة وإن كانت لعن غير ملأ منا، ما أمرت ولا نهيت ولا أحببت ولا كرهت،

<<  <  ج: ص:  >  >>