سيأتي بيان ذلك في السيرة وقد روى الترمذي في ذلك حديثا بسطنا الكلام عليه هنالك وقد أورد له الحافظ ابن عساكر شواهد وسائغات في ترجمة بحيرا ولم يورد ما رواه الترمذي وهذا عجب وذكر ابن عساكر ان بحيرا كان يسكن قرية يقال لها الكفر (١) بينها وبين بصرى ستة أميال وهي التي يقال لها (دير بحيرا) قال ويقال: انه كان يسكن قرية يقال لها منفعة بالبلقاء وراء زيرا والله أعلم.
[ذكر قس بن ساعدة الأيادي]
قال الحافظ أبو بكر محمد بن جعفر بن سهل الخرائطى في كتاب هواتف الجان: حدثنا داود القنطري حدثنا عبد الله بن صالح حدثني أبو عبد الله المشرقي عن أبى الحارث الوراق عن ثور بن يزيد عن مورق العجليّ عن عبادة بن الصامت. قال: لما قدم وفد اياد على النبي ﷺ قال: يا معشر وفد اياد ما فعل قس بن ساعدة الأيادي. قالوا: هلك يا رسول الله. قال: لقد شهدته يوما بسوق عكاظ على جمل أحمر يتكلم بكلام معجب مونق لا أجدنى أحفظه. فقام اليه أعرابي من أقاصى القوم فقال: أنا أحفظه يا رسول الله. قال: فسر النبي ﷺ بذلك قال: فكان بسوق عكاظ على جمل أحمر وهو يقول: يا معشر الناس اجتمعوا فكل من فات فات، وكل شيء آت آت، ليل داج، وسماء ذات أبراج، وبحر عجاج، نجوم تزهر، وجبال مرسية، وأنهار مجرية، ان في السماء لخبرا، وان في الأرض لعبرا، ما لي أرى الناس يذهبون فلا يرجعون، أرضوا بالإقامة فأقاموا، أم تركوا فناموا. أقسم قس بالله قسما لا ريب فيه. ان لله دينا هو أرضى من دينكم هذا ثم أنشأ يقول:
في الذاهبين الأولين … من القرون لنا بصائر
لما رأيت مواردا … للموت ليس لها مصادر
ورأيت قومي نحوها … يمضى الأصاغر والأكابر
لا من مضى يأتى إليك … ولا من الباقين غابر
أيقنت أنى لا محالة … حيث صار القوم صائر
وهذا اسناد غريب من هذا الوجه وقد
رواه الطبراني من وجه آخر فقال في كتابه المعجم الكبير:
حدثنا محمد بن السري بن مهران بن الناقد البغدادي حدثنا محمد بن حسان السهمي حدثنا محمد بن الحجاج عن مجالد عن الشعبي عن ابن عباس. قال: قدم وفد عبد القيس على النبي ﷺ فقال: أيكم
(١) كذا في الأصلين. وفي معجم البلدان: كفرية من قرى الشام. ولم نعثر على (المنفعة، وزيرا) في معاجم الأمكنة.