وأبو عبيدة وأبو مالك الأشعري في يوم واحد سنة ثماني عشرة. له حديثان روى ابن ماجة أحدهما في الوضوء وغيره.
[عامر بن عبد الله بن الجراح]
ابن هلال بن أهيب بن ضبة بن الحارث بن فهر القرشي أبو عبيدة بن الجراج الفهري، أمين هذه الأمة، وأحد العشرة المشهود لهم بالجنة، وأحد الخمسة الذين أسلموا في يوم واحد، وهم عثمان بن مظعون، وعبيدة بن الحارث، وعبد الرحمن بن عوف، وأبو سلمة بن عبد الأسد، وأبو عبيدة بن الجراح. أسلموا على يدي الصديق. ولما هاجروا آخى رسول الله ﷺ بينه وبين سعد بن معاذ، وقيل بين محمد بن مسلمة. وقد شهد بدرا وما بعدها،
وقال رسول الله ﷺ«إن لكل أمة أمينا وأمين هذه الأمة أبو عبيدة بن الجراح» ثبت ذلك في الصحيحين. وثبت في الصحيحين أيضا أن الصديق قال يوم السقيفة: وقد رضيت لكم أحد هذين الرجلين فبايعوه - يعنى عمر بن الخطاب وأبا عبيدة - وبعثه الصديق أميرا على ربع الجيش إلى الشام، ثم لما انتدب خالدا من العراق كان أميرا على أبى عبيدة وغيره لعلمه بالحروب. فلما انتهت الخلافة إلى عمر عزل خالدا وولى أبا عبيدة ابن الجراح، وأمره أن يستشير خالدا، فجمع للأمة بين أمانة أبى عبيدة وشجاعة خالد. قال ابن عساكر: وهو أول من سمى أمير الأمراء بالشام. قالوا: وكان أبو عبيدة طوالا نحيفا أجنى معروق الوجه، خفيف اللحية، أهتم، وذلك لأنه لما انتزع الحلقتين من وجنتي رسول الله ﷺ يوم أحد خاف أن يؤلم رسول الله ﷺ فتحامل على ثنيتيه فسقطنا، فما رأى أحسن هتما منه. توفى بالطاعون عام عمواس كما تقدم سياقه في سنة ست عشرة عن سيف بن عمر. والصحيح أن عمواس كانت في هذه السنة - سنة ثماني عشرة - بقرية فحل، وقيل بالجابية. وقد اشتهر في هذه الأعصار قبر بالقرب من عقبة ينسب إليه والله أعلم. وعمره يوم مات ثمان وخمسون سنة.
[الفضل بن عباس بن عبد المطلب]
كان حسنا وسيما جميلا، أردفه رسول الله ﷺ وراءه يوم النحر من حجة الوداع، وهو شاب حسن، وقد شهد فتح الشام، وأستشهد بطاعون عمواس، في قول محمد بن سعد والزبير بن بكار وأبى حاتم وابن الرقى وهو الصحيح. وقيل يوم مرج الصفر، وقيل بأجنادين. ويقال باليرموك سنة ثمان وعشرين.
[معاذ بن جبل]
ابن عمرو بن أوس بن عابد بن عدي بن كعب بن عمرو بن أدى بن على بن أسد بن ساردة بن يزيد بن جشم بن الخزرج الأنصاري الخزرجي أبو عبد الرحمن المدني صحابى جليل كبير القدر.
قال الواقدي: كان طوالا حسن الشعر والثغر براق الثنايا، لم يولد له. وقال غيره: بل ولد له ولد وهو عبد الرحمن. شهد معه اليرموك. وقد شهد معاذ العقبة. ولما هاجر الناس آخى رسول الله ﷺ