للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فاستأذن فقال لأبى موسى: ائذن له وبشره بالجنة. ثم جاء عمر فقال: ائذن له وبشره بالجنة، ثم جاء عثمان فقال: ائذن له وبشره بالجنة وسيلقى بلاء» وهذا السياق أشبه من الأول، على أنه قد رواه النسائي من حديث صالح بن كيسان عن أبى الزناد عن أبى سلمة عن عبد الرحمن بن نافع بن عبد الحارث عن أبى موسى الأشعري فالله أعلم.

وقال الامام أحمد: حدثنا يزيد أنا همام عن قتادة عن ابن سيرين ومحمد بن عبيد عن عبد الله ابن عمرو قال: «كنت مع رسول الله فجاء أبو بكر فاستأذن فقال: ائذن له وبشره بالجنة، ثم جاء عمر فقال: ائذن له وبشره بالجنة، ثم جاء عثمان فاستأذن فقال: ائذن له وبشره بالجنة. قال:

قلت فأين أنا؟ قال: أنت مع أبيك» تفرد به أحمد. وقد رواه البزار وأبو يعلى من حديث أنس بن مالك بنحو ما تقدم.

[حديث آخر]

قال الامام أحمد: حدثنا حجاج ثنا ليث حدثني عقيل عن ابن شهاب عن يحيى بن سعيد بن العاص أن سعيد بن العاص أخبره أن عائشة زوج النبي وعثمان حدثاه أن أبا بكر استأذن على النبي وهو مضطجع على فراشه لابس مرط عائشة، فأذن لأبى بكر وهو كذلك فقضى إليه حاجته ثم انصرف، فاستأذن عمر فأذن له وهو على تلك الحالة فقضى إليه حاجته ثم انصرف، قال عثمان: ثم استأذنت عليه فجلس وقال: اجمعى عليك ثيابك فقضيت إليه حاجتي ثم انصرفت، فقالت عائشة: يا رسول الله! ما لي لا أراك فزعت لأبى بكر وعمر كما فزعت لعثمان؟ فقال رسول الله : إن عثمان رجل حيي، وإني خشيت إن أذنت له على تلك الحالة لا يبلغ إلى حاجته»

قال الليث: وقال جماعة الناس: إن رسول الله قال لعائشة: «ألا أستحى ممن تستحي منه الملائكة؟ (١)» ورواه مسلم من حديث الليث بن سعد به ومن حديث صالح بن كيسان عن الزهري به ورواه مسلم الخ من حديث محمد بن أبى حرملة عن عطاء وسليمان بن يسار عن أبى سلمة عن عائشة. ورواه أبو يعلى الموصلي من حديث سهيل عن أبيه عن عائشة. ورواه جبير بن نفير وعائشة بنت طلحة عنها.

وقال الامام أحمد: حدثنا مروان ثنا عبد الله بن يسار سمعت عائشة بنت طلحة تذكر عن عائشة أم المؤمنين أن رسول الله «كان جالسا كاشفا عن فخذه فاستأذن أبو بكر فأذن له وهو على حاله، ثم جاء عمر فاستأذن فأذن له وهو على حاله، ثم استأذن عثمان فأرخى عليه ثيابه، فلما قاموا قلت: يا رسول الله استأذن عليك أبو بكر وعمر فأذنت لهما وأنت على حالك، فلما استأذن عثمان أرخيت عليك ثيابك: فقال: يا عائشة ألا نستحي من رجل والله إن الملائكة لتستحيى منه؟».

تفرد به أحمد من هذا الوجه.


(١) كذا في المصرية. وفي الحلبية: ملائكة الرحمن.

<<  <  ج: ص:  >  >>