للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

سئل ابن عباس عن قوله ﷿ ﴿وَكانَ عَرْشُهُ عَلَى الْماءِ﴾ على أي شيء كان الماء قال على متن الريح قال والسموات والأرضون وكل ما فيهن من شيء تحيط بها البحار ويحيط بذلك كله الهيكل ويحيط بالهيكل فيما قيل الكرسي. وروى (١) عن وهب ابن منبه نحوه. وفسر وهب الهيكل فقال شيء من أطراف السموات يحدق بالأرضين والبحار كأطناب الفسطاط *

وقد زعم بعض من ينتسب الى علم الهيئة أن الكرسي عبارة عن الفلك الثامن الّذي يسمونه فلك الكواكب الثوابت. وفيما زعموه نظر لأنه قد ثبت أنه أعظم من السموات السبع بشيء كثير ورد الحديث المتقدم (٢) بان نسبتها اليه كنسبة حلقة ملقاة بأرض فلاة وهذا ليس نسبة فلك الى فلك. فان قال قائلهم فنحن نعترف بذلك ونسميه مع ذلك فلكا فنقول الكرسي ليس في اللغة عبارة عن الفلك وانما هو كما قال غير واحد من السلف بين يدي العرش كالمرقاة اليه. ومثل هذا لا يكون فلكا. وزعم أن الكواكب الثوابت مرضعة فيه لا دليل لهم عليه.

هذا مع اختلافهم في ذلك أيضا كما هو مقرر في كتبهم والله أعلم

[ذكر اللوح المحفوظ]

قال الحافظ أبو القاسم الطبراني حدثنا محمد بن عثمان بن أبى شيبة حدثنا منجاب بن الحارث حدثنا إبراهيم بن يوسف حدثنا زياد بن عبد الله عن ليث عن عبد الملك بن سعيد بن جبير عن أبيه عن ابن عباس أن نبي الله قال «ان الله خلق لوحا محفوظا من درة بيضاء صفحاتها من ياقوتة حمراء، قلمه نور وكتابه نور لله فيه في كل يوم ستون وثلاثمائة لحظة يخلق ويرزق ويميت ويحيى ويعز ويذل ويفعل ما يشاء» وقال إسحاق بن بشر أخبرنى مقاتل وابن جريج عن مجاهد عن ابن عباس قال «إن في صدر اللوح لا إله الا الله وحده دينه الإسلام ومحمد عبده ورسوله. فمن آمن بالله وصدق بوعده (٣) واتبع رسله أدخله الجنة» قال «واللوح المحفوظ لوح من درة بيضاء. طوله ما بين السماء والأرض، وعرضه ما بين المشرق والمغرب، وحافتاه الدر والياقوت، ودفتاه ياقوتة حمراء، وقلمه نور، وكلامه معقود بالعرش، وأصله في حجر ملك» وقال أنس بن مالك، وغيره من السلف «اللوح المحفوظ في جبهة إسرافيل» وقال مقاتل هو عن يمين العرش *


(١) قوله وروى اى ابن جرير
(٢) (قوله ورد الحديث المتقدم) هكذا بالأصول وهو تعليل لما قبله فالصواب فقد ورد إلخ (محمود الامام)
(٣) قوله بوعده في نسخة موعده.

<<  <  ج: ص:  >  >>