ذلك قالوا فو الله ما هذا إلا لشيء فانطلقوا فاستعدوا ملكهم على ذلك الراهب فأتوه فأنزلوه. ثم انطلقوا به فأتاه الشيطان فقال انى أنا أوقعتك في هذا ولن ينجيك منه غيري فاسجد لي سجدة واحدة وانجيك مما أوقعتك فيه قال فسجد له فلما أتوا به ملكهم تبرأ منه وأخذ فقتل. وهكذا روى عن ابن عباس وطاوس ومقاتل ابن حيان نحو ذلك وقد روى عن أمير المؤمنين على بن أبى طالب ﵁ بسياق آخر
فقال ابن جرير حدثنا خلاد بن أسلم حدثنا النضر بن شميل أنبأنا شعبة عن أبى إسحاق سمعت عبد الله بن نهيك سمعت عليا يقول ان راهبا تعبد ستين سنة وان الشيطان أراده فأعياه فعمد الى امرأة فأجنها ولها اخوة فقال لإخوتها عليكم بهذا القس فيداويها قال فجاءوا بها اليه فداواها وكانت عنده فبينما هو يوما عندها إذ أعجبته فأتاها فحملت فعمد اليها فقتلها فجاء إخوتها فقال الشيطان للراهب انا صاحبك انك اعييتنى انا صنعت هذا بك فأطعني أنجك مما صنعت بك اسجد لي سجدة فسجد له قال انى بريء منك إني أخاف الله رب العالمين فذلك قوله ﴿كَمَثَلِ الشَّيْطانِ إِذْ قالَ لِلْإِنْسانِ اُكْفُرْ فَلَمّا كَفَرَ قالَ إِنِّي بَرِيءٌ مِنْكَ إِنِّي أَخافُ اللهَ رَبَّ الْعالَمِينَ﴾
[قصة الثلاثة الذين آووا الى الغار فانطبق عليهم]
فتوسلوا الى الله تعالى بصالح اعمالهم ففرج عنهم.
قال الامام البخاري حدثنا إسماعيل بن خليل أخبرنا على بن مسهر عن عبيد الله بن عمر عن نافع عن ابن عمر أن رسول الله ﷺ قال بينما ثلاثة نفر ممن كان قبلكم يمشون إذ أصابهم مطر فآووا الى غار فانطبق عليهم فقال بعضهم لبعض انه والله يا هؤلاء لا ينجيكم الا الصدق فليدع كل رجل منكم بما يعلم انه قد صدق فيه فقال واحدا منهم (اللهمّ ان كنت تعلم أنه كان لي أجير عمل لي على فرق من أزر فذهب وتركه وانى عمدت الى ذلك الفرق فزرعته فصار من أمره انى اشتريت منه بقرا وانه أتاني يطلب اجره فقلت اعمد الى تلك البقر فسقها فقال لي إنما لي عندك فرق من أرز فقلت له اعمد الى تلك البقر فإنها من ذلك الفرق فساقها فان كنت تعلم انى فعلت ذلك من خشيتك ففرج عنا) فانساخت عنهم الصخرة * فقال الأخر (اللهمّ ان كنت تعلم كان لي أبوان شيخان كبيران وكنت آتيهما كل ليلة بلبن غنم لي فأبطأت عنهما ليلة فجئت وقد رقدا وأهلي وعيالي يتضاغون من الجوع وكنت لا اسقيهم حتى يشرب أبواي فكرهت أن أوقظهما وكرهت ان ادعهما فيستكنا لشربتهما فلم أزل انتظر حتى طلع الفجر فان كنت تعلم أنى فعلت ذلك من خشيتك ففرج عنا فانساخت عنهم الصخرة حتى نظروا الى السماء * فقال الآخر اللهمّ ان كنت تعلم أنه كانت لي ابنة عم من أحبّ الناس الى وانى راودتها عن نفسها فأبت الا أن آتيها بمائة دينار فطلبتها حتى قدرت فأتيتها بها فدفعتها اليها فأمكنتني من نفسها فلما قعدت بين رجليها قالت اتّق الله ولا تفض الخاتم الا بحقه فقمت وتركت المائة دينار فان كنت