للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

عن عائشة قالت: تزوجني رسول الله في شوال، وبنى بى في شوال، فأى نساء رسول الله كان أحظى عنده منى؟ وكانت عائشة تستحب أن تدخل نساءها في شوال. ورواه مسلم والترمذي والنسائي وابن ماجة من طرق عن سفيان الثوري به. وقال الترمذي حسن صحيح لا نعرفه إلا من حديث سفيان الثوري فعلى هذا يكون دخوله بها بعد الهجرة بسبعة أشهر - أو ثمانية أشهر - وقد حكى القولين ابن جرير، وقد تقدم في تزويجه بسودة كيفية تزويجه ودخوله بعائشة بعد ما قدموا المدينة وان دخوله بها كان بالسنح نهارا وهذا خلاف ما يعتاده الناس اليوم، وفي دخوله بها في شوال ردا لما يتوهمه بعض الناس من كراهية الدخول بين العيدين خشية المفارقة بين الزوجين وهذا ليس بشيء لما قالته عائشة رادة على من توهمه من الناس في ذلك الوقت: تزوجني في شوال، وبنى بى في شوال - أي دخل بى - في شوال، فأي نسائه كان أحظى عنده منى؟ فدل هذا على أنها فهمت منه أنها أحب نسائه اليه، وهذا الفهم منها صحيح لما دل على ذلك من الدلائل الواضحة، ولو لم يكن إلا الحديث الثابت

في صحيح البخاري عن عمرو ابن العاص: قلت يا رسول الله أي الناس أحب إليك؟ قال: «عائشة» قلت من الرجال قال «أبوها».

[فصل]

قال ابن جرير: وفي هذه السنة - يعنى السنة الاولى من الهجرة - زيد في صلاة الحضر - فيما قيل - ركعتان، وكانت صلاة الحضر والسفر ركعتين، وذلك بعد مقدم النبي المدينة بشهر في ربيع الآخر لمضى ثنتى عشرة ليلة مضت، وقال: وزعم الواقدي أنه لا خلاف بين أهل الحجاز فيه.

قلت: قد تقدم الحديث الّذي رواه البخاري من طريق معمر عن الزهري عن عروة عن عائشة قالت: فرضت الصلاة أول ما فرضت ركعتين، فأقرت صلاة السفر وزيد في صلاة الحضر. وروى من طريق الشعبي عن مسروق عنها. وقد حكى البيهقي عن الحسن البصري أن صلاة الحضر أول ما فرضت فرضت أربعا والله أعلم. وقد تكلمنا على ذلك في تفسير سورة النساء عند قوله تعالى ﴿وَإِذا ضَرَبْتُمْ فِي الْأَرْضِ فَلَيْسَ عَلَيْكُمْ جُناحٌ أَنْ تَقْصُرُوا مِنَ الصَّلاةِ﴾ الآية.

فصل في الأذان ومشروعيته عند مقدم النبي إلى المدينة النبويّة

قال ابن إسحاق: فلما اطمأن رسول الله بالمدينة واجتمع اليه إخوانه من المهاجرين واجتمع أمر الأنصار استحكم أمر الإسلام، فقامت الصلاة وفرضت الزكاة والصيام، وقامت الحدود وفرض الحلال والحرام وتبوأ الإسلام بين أظهرهم وكان هذا الحي من الأنصار هم الذين تبوءوا الدار والايمان

<<  <  ج: ص:  >  >>