ليلتئذ صدرا من سورة مريم، ثم قدم على رسول الله ﷺ المدينة بعد أحد فشهد معه المشاهد كلها وأقام بالمدينة، فلما فتحت البصرة نزلها واختط بها دارا، ثم خرج إلى غزو خراسان فمات بمرو في خلافة يزيد بن معاوية. ذكر موته غير واحد في هذه السنة.
[الربيع بن خثيم]
أبو يزيد الثوري الكوفي أحد أصحاب ابن مسعود قال له عبد الله بن مسعود: ما رأيتك قط إلا ذكرت المخبتين، ولو رآك رسول الله ﷺ لأحبك. وكان ابن مسعود يجله كثيرا، وقال الشعبي:
كان الربيع من معادن الصدق، وكان أورع أصحاب ابن مسعود، وقال ابن معين: لا يسأل عن مثله، وله مناقب كثيرة جدا، أرخ ابن الجوزي وفاته في هذه السنة.
[علقمة بن قيس أبو شبل النخعي الكوفي]
كان من أكابر أصحاب ابن مسعود وعلمائهم وكان يشبه بابن مسعود. وقد روى علقمة عن جماعة من الصحابة وعنه خلق من التابعين.
[عقبة بن نافع الفهري]
بعثه معاوية إلى إفريقية في عشرة آلاف فافتتحها، واختط القيروان، وكان موضعها غيضة لا ترام من السباع والحيات والحشرات، فدعا الله تعالى فجعلن يخرجن منها بأولادهن من الأوكار والجحار، فبناها ولم يزل بها حتى هذه السنة، غزا أقواما من البربر والروم فقتل شهيدا ﵁.
[عمرو بن حزم]
صحابى جليل استعمله رسول الله ﷺ على نجران وعمره سبع عشرة سنة وأقام بها مدة، وأدرك أيام يزيد بن معاوية.
[مسلم بن مخلد الأنصاري]
الزرقيّ ولد عام الهجرة، وسمع من رسول الله ﷺ، وشهد فتح مصر، وولى الجند بها لمعاوية ويزيد، ومات في ذي القعدة من هذه السنة.
نوفل بن معاوية الديلميّ
صحابى جليل شهد بدرا وأحدا والخندق مع المشركين، وكانت له في المسلمين نكاية، ثم أسلم وحسن إسلامه، وشهد فتح مكة وحنينا، وحج مع أبى بكر سنة تسع، وشهد حجة الوداع، وعمّر ستين سنة في الجاهلية ومثلها في الإسلام، قاله الواقدي. قال: وأدرك أيام يزيد بن معاوية، وقال ابن الجوزي: مات في هذه السنة.
وفيها توفيت الرباب بنت أنيف امرأة الحسين بن على التي كانت حاضرة أهل العراق إذ هم يعدون في السبت أو في الجمعة على زوجها الحسين بن على ابن بنت رسول الله ﷺ
[ثم دخلت سنة ثلاث وستين]
ففيها كانت وقعة الحرة وكان سببها أن أهل المدينة لما خلعوا يزيد بن معاوية وولوا على قريش عبد الله بن مطيع وعلى الأنصار عبد الله بن حنظلة بن أبى عامر، فلما كان في أول هذه السنة أظهروا