السنة الماضية بالبرد، فبيع الرطب كل ثلاثة أرطال بدينار جلالي، ووقع برد شديد أيضا فأهلك شيئا كثيرا من النخيل أيضا. ولم يحج أحد من أهل المشرق ولا من أهل الديار المصرية فيها، إلا أن قوما من خراسان ركبوا في البحر من مدينة مكران فانتهوا إلى جدة فحجوا.
[وممن توفى فيها من الأعيان]
[حمزة بن إبراهيم بن عبد الله]
أبو الخطاب المنجم، حظي عند بهاء الدولة وعلماء النجوم، وكان له بذلك وجاهة عنده، حتى أن الوزراء كانوا يخافونه ويتوسلون به إليه، ثم صار أمره طريدا بعيدا حتى مات يوم مات بالكرخ من سامرا غريبا، فقيرا مفلوجا، قد ذهب ماله وجاهه وعقله.
[محمد بن محمد بن إبراهيم بن مخلد]
أبو الحسن التاجر، سمع الكثير على المشايخ المتقدمين، وتفرد بعلو الاسناد، وكان ذا مال جزيل فخاف من المصادرة ببغداد فانتقل إلى مصر فأقام بها سنة، ثم عاد إلى بغداد، فاتفق مصادرة أهل محلته فقسط عليه ما أفقره، ومات حين مات ولم يوجد له كفن ولم يترك شيئا فأرسل له القادر بالله ما كفن فيه.
[مبارك الأنماطي]
كان ذا مال جزيل نحو ثلاثمائة ألف دينار، مات ولم يترك وارثا سوى ابنة واحدة ببغداد، وتوفى هو بمصر.
[أبو الفوارس بن بهاء الدولة]
كان ظالما، وكان إذا سكر يضرب الرجل من أصحابه أو وزيره مائتي مقرعة، بعد أن يحلفه بالطلاق أنه لا يتأوه، ولا يخبر بذلك أحدا. فيقال إن حاشيته سموه، فلما مات نادوا بشعار أخيه كاليجار.
[أبو محمد بن الساد]
وزير كاليجار، ولقبه معز الدولة، فلك الدولة، رشيد الأمة، وزير الوزراء، عماد الملك، ثم سلم بعد ذلك إلى جلال الدولة فاعتقله ومات فيها.
[أبو عبد الله المتكلم]
توفى فيها، هكذا رأيت ابن الجوزي ترجمه مختصرا.
[ابن غلبون الشاعر]
عبد المحسن بن محمد بن أحمد بن غالب أبو محمد الشامي ثم الصوري، الشاعر المطبق، له ديوان مليح، كان قد نظم قصيدة بليغة في بعض الرؤساء، ثم أنشدها لرئيس آخر يقال له ذو النعمتين، وزاد فيها بيتا واحدا يقول فيه:
ولك المناقب كلها … فلم اقتصرت على اثنتين
فأجازه جائزة سنية، فقيل له: إنه لم يقلها فيك، فقال: إن هذا البيت وحده بقصيدة، وله أيضا في بخيل نزل عنده: