للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

يبكى رسول الله :

أرقت فبات ليلى لا يزول … وليل أخى المصيبة فيه طول

وأسعدنى البكاء وذاك فيما … أصيب المسلمون به قليل

لقد عظمت مصيبتنا وجلت … عشية قيل قد قبض الرسول

وأضحت أرضنا ممّا عراها … تكاد بنا جوانبها تميل

فقدنا الوحي والتنزيل فينا … يروح به ويغدو جبرئيل

وذاك أحق ما سالت عليه … نفوس الناس أو كربت (١) تسيل

نبي كان يجلو الشك عنا … بما يوحى اليه وما يقول

ويهدينا فلا تخشى ضلالا … علينا والرسول لنا دليل

أفاطم إن جزعت فذاك عذر … وإن لم تجزعي ذاك السبيل

فقبر أبيك سيد كل قبر … وفيه سيد الناس الرسول

[باب]

بيان أن النبي لم يترك دينارا ولا درهما ولا عبدا ولا أمة ولا شاة ولا بعيرا ولا شيئا يورث عنه، بل أرضا جعلها كلها صدقة لله ﷿، فان الدنيا بحذافيرها كانت أحقر عنده - كما هي عند الله - من أن يسعى لها أو يتركها بعده ميراثا صلوات الله وسلامه عليه وعلى إخوانه من النبيين والمرسلين وسلّم تسليما كثيرا دائما الى يوم الدين.

قال البخاري: حدثنا قتيبة ثنا أبو الأحوص عن أبى إسحاق عن عمرو بن الحارث. قال:

ما ترك رسول الله دينارا ولا درهما ولا عبدا ولا أمة إلا بغلته البيضاء التي كان يركبها، وسلاحه، وأرضا جعلها لابن السبيل صدقة. انفرد به البخاري دون مي سلم فرواه في أماكن من صحيحه من طرق متعددة عن أبى الأحوص وسفيان الثوري وزهير بن معاوية، ورواه الترمذي من حديث إسرائيل والنسائي أيضا من حديث يونس بن أبى إسحاق كلهم عن أبى إسحاق عمرو بن عبد الله السبيعي عن عمرو بن الحارث بن المصطلق بن أبى ضرار أخى جويرية بنت الحارث أم المؤمنين به. وقد رواه الامام احمد: حدثنا أبو معاوية ثنا الأعمش وابن نمير عن الأعمش عن شقيق عن مسروق عن عائشة. قالت: ما ترك رسول الله دينارا ولا درهما ولا شاة ولا بعيرا ولا أوصى بشيء. وهكذا رواه مي سلم منفردا به عن البخاري وأبو داود والنسائي وابن ماجة من طرق متعددة


(١) كذا رواية السهيليّ وفي الأصل: كادت تسيل ولعلها أقرب للمعنى.

<<  <  ج: ص:  >  >>